بين القطيم والقصيف

في روايته "بين القطيم والقصيف" يطرح "منصور بن منصور الوشمي" إشكالية قديمة –حديثة لا تزال بظلالها على المجتمع الإسلامي وتمزق وحدته ألاَ وهي العلاقة بين المذاهب الاسلامية وأثرها على النسيج المجتمعي للأفراد المكونين لهذا المجتمع.يبدأ الكاتب عمله بـ إهداء يؤشر إلى ما يريد قوله: إلى كل قصيمي قطيفي سعودي خليجي عربي سني شيعي إسلامي نثراني يهودي لا دينيى إلى كل إنسان!".من هذه النافذة يطلَ الوشمي على واقع الحال الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية التي تضم كل هذه المكونات شئنا أم أبينا من دون أن يقع في فخ الهجاء السياسي أو التعرض للقيم والمذاهب الاسلامية ما يجعل من الرواية دعوة للتسامح ونبذ التطرف واحترام الآخر.وفي الرواية يتخذ الروائي من صديقين التقيا في حفل سنوي تقيمه شركة للنفط في المملكة العربية السعودية مادة لعمله وهما: "صالح سنَي المذهب ويعمل مسئولاً في فرع القطيف ذات الأغلبية الشيعية المذهب، وفي الطرف الآخر باقر شيعي المذهب يعمل في فرع القطيم ذات الأغلبية أو دعونا نقول أن نسبة السنَة فيها 100%.يظل الصجيقان يعملان بود ويحترم كل منهما الآخر ودعوان إلى التعايش والمحبة إلى أن يأتي اليوم الذي يتم فيه إعلان الشركة عن اجتماع يتم بموجبه اختيار الترقيات والانتقالات والتعيينات فيفوز صالح السنَي بترقية إلى الرتبة 84 ونقله إلى فرع القطيم مسئولاً عن أعمال الصيانة والتشغيل. بينما يظل باقر الشيعي في مكانه الأمر الذي يسبب نفوراً وعدم رضا من باقر فيبتعد الصديقان عن بعضهما بسبب أمر من أمور الدنيا. وكأن الروائي يريد القول أن ما يجمع الناس هو المصالح وحب الدنيا وليس الدين أو المذهب ليختم عمله: بتساؤل دال: "... من يخلق النفور الآن ليس بسبب المذهب ولكن بسبب أمر من أمور الدنيا، على الأقل هذا ما يراه الجانب العاقل في ضمير باقر وصالح، وإن كان الطائفي الصغير الموجود داخلهما يقول، هل حقاً تغيرنا؟ وهل نستطيع أن نتميز؟". وهنا لا بد من طرح سؤال آخر لماذا اختارت الشركة صالح السني لنيل هذا المنصب مع أن باقر الشيعي يتمتع بكفاءات تؤهله أيضاً للترقية؟