ازدادت أهمية المنظمات الدولية في الآونة الأخيرة، بالنظر إلى تعقد العلاقات الدولية المعاصرة، ونتيجة لمختلف التغيرات الحادثة على ظهر البسيطة. ومن الثابت أن العالم حالياً في حالة قلق وإضطراب، وهو مسرح لتغيرات سريعة ومتلاحقة، ولظواهر جديدة تؤثر - بلاشك- على مجريات العلاقات السياسية والإقتصادية تأثيراً بالغاً، بل يمكن القول أن السنوا...
قراءة الكل
ازدادت أهمية المنظمات الدولية في الآونة الأخيرة، بالنظر إلى تعقد العلاقات الدولية المعاصرة، ونتيجة لمختلف التغيرات الحادثة على ظهر البسيطة. ومن الثابت أن العالم حالياً في حالة قلق وإضطراب، وهو مسرح لتغيرات سريعة ومتلاحقة، ولظواهر جديدة تؤثر - بلاشك- على مجريات العلاقات السياسية والإقتصادية تأثيراً بالغاً، بل يمكن القول أن السنوات القليلة القادمة ستكون مرتعاً خصباً لتطور جذري ي العلاقات الدولية، ولكي نفهم ظاهرة التنظيم الدولي، يجب أن نتعرف جيداً على المبادئ والقواعد التي تحكمها. فقد أدت الظاهرة إلى إثارة العديد من المشاكل القانونية، والتي يتمثل أهمها في إنشاء المنظمة وهيكلها، وطريقة عملها، والأنشطة التي تقوم بها، ووضعها القانوني، ووسائل تحقيق فاعليتها، ولعل ذلك يتطلب منا أن نذكر أولاً المبادئ والقواعد العامة لتي تحكم ظاهرة التنظيم الدولي (النظرية العامة للمنظمات الدولية)، وأن نقوم بعد ذلك بدراسة تحليلية لعدد من تلك الممنظمات، لنذكر أخيراً رأينا الخاص حول تلك الظاهرة الأساسية من ظواهر العلاقات الدولية المعاصرة، وعلى ذلك ينقسم المنهج الذي سنتبعه إلى ثلاثة أقسام أساسية: (القسم الأول: المبادئ والقواعد العام لظاهرة التنظيم الدولي "النظرية العامة للمنظمات الدولية"، القسم الثاني: دراسة تحليلية لبعض المنظمات الدولية، القسم الثالث: فلسفة التنظيم الدولي المعاصر، وتتضمن فذلكة حول ظاهرة المنظمات الدولية كظاهرة إجتماعية وكنظام).