نبذة النيل والفرات:الدعاء منجاة تزول به الهموم وتطمئن النفس باللجوء إلى من بيده مقاليد الأمور. والمؤمن يلجأ إلى الله ويثق بقدراته، لأن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وعلماً ازداد إيماناً وتضرعاً وطاعة، وأكثر الناس معرفة وعلماً بالله سبحانه وتعالى أكثرهم مسألة وطلباً. والمؤمن يعلم أن أفضل العبادة الدعاء وهو مناجاة الحبيب لحبيبه، ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:الدعاء منجاة تزول به الهموم وتطمئن النفس باللجوء إلى من بيده مقاليد الأمور. والمؤمن يلجأ إلى الله ويثق بقدراته، لأن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وعلماً ازداد إيماناً وتضرعاً وطاعة، وأكثر الناس معرفة وعلماً بالله سبحانه وتعالى أكثرهم مسألة وطلباً. والمؤمن يعلم أن أفضل العبادة الدعاء وهو مناجاة الحبيب لحبيبه، والعاشق لعشيقه، تقراه إذا نامت العيون وهدأت الأصوات في وهدة الليل قام إلى محرابه متوجهاً بقلبه إلى الرحيم طالباً رضاه ومقدماً بين يديه ما يحتاج إليه من مغفرة وتوبة ورضوان، وكأنه يحدثه بلسان قلبه: ها أنا ذا في سكون الليل ووحشة الظلام أستنير بوجهك الكريم وأنت منّي قريب أقرب إليّ من حبل الوريد. قرب الحبيب إلى الحبيب، والدموع تسيل على خدّيه من فرحة اللقاء أو خوفاً من عذاب يوم عظيم، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.هكذا يقف العارفون بربهم أذلاّء خاشعين لم تنسهم دنياهم ذكر الله ولم تلههم تجارتهم عن المناجاة مع الله، وهم يعلمون أن الإنسان قد يتعرض للخطأ في معاملاته وقد يقترف السيئة فيؤوب إلى ربه منيباً مذعناً معترفاً يطلب التوبة والمغفرة. ولمساعدة المسلم على مناجاة حبيبه جاء هذا الكتاب ليقدم له ما يحتاج إليه من الأدعية والأعمال اليومية، وبعض الصلوات المستحبة، وأدعية الأيام، وأدعية القرآن الكريم، وأدعية قصاراً لحوائج الدنيا والآخرة، وزيارات مختارة، كما وضمّنه مقدمة في فضل الدعاء والحثّ عليه.