دأب أهل العلم والدعاة على تخصيص مجالس رمضان بالدروس التربوية التوجيهية والمواعظ وسماع الحديث، وقد قام الشيخ "إبراهيم بن محمد الحقيل" جمع كل أحاديث الصيام، والاعتكاف، وقيام رمضان، وليلة القدر، وذكر بعض فوائدها وأحكامها باختصار؛ لتكون معيناً للدعاة وأئمة المساجد في استذكار أحاديث الصيام ومسائله، ثم قام بانتقاء ما يشكل ثلاثين درساً...
قراءة الكل
دأب أهل العلم والدعاة على تخصيص مجالس رمضان بالدروس التربوية التوجيهية والمواعظ وسماع الحديث، وقد قام الشيخ "إبراهيم بن محمد الحقيل" جمع كل أحاديث الصيام، والاعتكاف، وقيام رمضان، وليلة القدر، وذكر بعض فوائدها وأحكامها باختصار؛ لتكون معيناً للدعاة وأئمة المساجد في استذكار أحاديث الصيام ومسائله، ثم قام بانتقاء ما يشكل ثلاثين درساً منها يناسب قراءتها بعد صلاة العصر - لا تزيد عن صفحتين وهي الدروس التي رقمت بالأرقام الفردية - وثلاثين درساً يناسب قراءتها قبل صلاة العشاء - لا تزيد عن أربع صفحات وهي الدروس التي رقمت بالأرقام الزوجية - كما جرت عليه عادة أكثر أئمة المساجد في رمضان. وكان منهج الكاتب في هذا المجموع ما يلي:أولاً: جعل أصل كل درس نصوص الكتاب والسنة. ثانياً: انتقى من الأحاديث المذكورة في الموضوع بعضها منا رآه أجمع وأنسب. ثالثاً: قام بتخريج الأحاديث تخريجاً مختصراً بدلالة القارئ والسامع على من رواه، وتوثيق ذلك في الحاشية. رابعاً: اقتصر في انتقاء الأحاديث على ما يحتج به من الصحيح والحسن معرضًا عن الضعيف. خامساً: في ترتيب الأحاديث ابتدأ الكاتب بذكر المتفق عليه، ثم ما انفرد به أحد الشيخين، ثم روايات السنن الأربع، ولم أخلّ بهذا الترتيب إلا لمعنى اقتضى الإخلال بذلك. وابتدأ الكاتب أيضاً بالمرفوع ثم بالموقوف ثم بالآثار عن السلف الصالح. سادساً: ذكر جملة من الفوائد والأحكام الفقهية عقب ذكر الأحاديث. سابعاً: احتوت الأحكام والفوائد على جملة كبيرة من الدروس التربوية واللفتات الجميلة التي استنبطها العلماء من الأحاديث؛ مما يجعل هذه الدروس ليست قاصرة على مجرد الأحكام المتعلقة بالصيام فحسب، بل فيها ما يفيد الفرد في نفسه ومع أسرته ومع المسلمين عموماً. وقد دأب أكثر الذين كتبوا في دروس رمضان على تنويع الدروس بحيث تكون فيها موضوعات ورقائق وآداب ونحوها. ورغم أن هذه الدروس احتوت على أحاديث متعلقة برمضان فإنها لم تخل في معظمها مما يرقق القلوب، ويهذب النفوس، مع تقرير العقيدة الصحيحة، وذكر الأحكام المهمة. ثامناً: اجتهد الكاتب في ضبط النص المقروء بالشكل؛ تلافياً للحن؛ وليسهل على إمام المسجد والسامعين له استظهار المعنى. تاسعاً: كثير من المسائل حذفها الكاتب قاصداً الاختصار. عاشراً: اقتصر الكاتب على ذكر كشاف للموضوعات.