اعتمدت الحماية الفرنسية أسلوب توظيف النخب العتيقة للتخفيض من كلفة الإدارة الاستعمارية، فغضت الطرف عن الممارسات القائمة على تسخير الفلاحين وابتزازهم، ودعمت طبقة القواد. وبعد الاستقلال، سرعان ما عمدت الدولة، منذ نهاية الخمسينات، إلى إزاحة رجال الحركة الوطنية من مناصب السلطة المحلية في البادية، وأعادت هيكلة شبكات النخب المحلية، وقو...
قراءة الكل
اعتمدت الحماية الفرنسية أسلوب توظيف النخب العتيقة للتخفيض من كلفة الإدارة الاستعمارية، فغضت الطرف عن الممارسات القائمة على تسخير الفلاحين وابتزازهم، ودعمت طبقة القواد. وبعد الاستقلال، سرعان ما عمدت الدولة، منذ نهاية الخمسينات، إلى إزاحة رجال الحركة الوطنية من مناصب السلطة المحلية في البادية، وأعادت هيكلة شبكات النخب المحلية، وقوامها الأعيان الذين احتفظوا بمكاسبهم الاقتصادية بعد انتهاء نظام الحماية. وهكذا تم إحداث جهاز الشيوخ و المقدمين، وأسندت لهؤلاء صلاحيات إدارية واسعة، مقابل أجور رمزية، مما أحدث معادلة جديدة تقوم على المفارقة بين بنية إدارية حديثة و مؤسسات جماعية و برلمانية منتخبة، وبين ممارسة يومية تعيد إلى الأذهان هينة الدولة التقليدية.