"الموتى لا يتكلمون" مجموعة قصصية للأديب العراقي المقيم في ألمانيا "هيثم نافل والي"، وتتضمن ثماني وأربعين قصة قصيرة متنوعة صاغها المؤلف بقلمه الرشيق، ومن خلال أسلوبه الأدبي الجميل، وحبكهِ للجُمل، ووصفه الدقيق للأشياء والشخوص، وطرح أفكاره بكل جرأة ووضوح.. أحداث قصصه لا يشبه بعضها بعضًا، خياله خصب، قدرته في التأمل كبيرة، وفي المناج...
قراءة الكل
"الموتى لا يتكلمون" مجموعة قصصية للأديب العراقي المقيم في ألمانيا "هيثم نافل والي"، وتتضمن ثماني وأربعين قصة قصيرة متنوعة صاغها المؤلف بقلمه الرشيق، ومن خلال أسلوبه الأدبي الجميل، وحبكهِ للجُمل، ووصفه الدقيق للأشياء والشخوص، وطرح أفكاره بكل جرأة ووضوح.. أحداث قصصه لا يشبه بعضها بعضًا، خياله خصب، قدرته في التأمل كبيرة، وفي المناجاة رائعة."هيثم نافل والي"؛ في مجموعته القصصية؛ تجده في الأزقة شحاذًا، كما هو في قاعات الدرس مُدرِّسًا، أو بين أَسرَّة المرضى طبيبًا، وقد تجده في ساحات الوغى جنديًّا مقاتلاً، يتقمص شخصيات قصصه وحكاياته؛ فيتوحد معها، وفي خياله يجتر أحداثها، فيستنفر كل ما بجعبته من أدوات القاص من نسج للخيال، وربط الأحداث بحبكة ترتب الانسجام مع فاعليها من الشخصيات، في زمن يراه مناسبًا فيقدره لتغطية تلك الأحداث، ويستعين برصيده من اللغة العربية إذ شمَّر عن ساعديه؛ لينهل منها ما يعينه على التعبير عمَّا يريد إيصاله للمتلقي من أفكار، اختار المؤلف القصير من القصص، والوجبات السريعة الساخنة من الحكايات؛ لأنه يدرك أنَّ القارئ في هذا العصر، لا يملك وقتًا فائضًا كي يضيعه في متابعة التفاصيل أو الكلام الطويل، فالتقط من الأفكار ما يناسب الموضع، واختار شخصياته وأحداثها من الواقع الذي لا يبحث عنه القارئ خارج الأسوار، بل يجده مُحاطًا به أنى تلفت أو أقام.. مبتعدًا عن التعقيد اللفظي أو المعنوي، فمال إلى البساطة في التعبير، ولم يهمل ما اصطاده من عذب اللفظ وجميل العبارات.