إن كثيراً من الأماكن المقدسة الواردة في التوراة وُضعت حسب ما قدمه الطرح الإسرائيلي ومفسرو النص التوراتي وأصحاب النظريات الدينية البروتستانتية في خريطة فلسطين المعاصرة، رغم أن البحث الأركيولوجي وعمليات التنقيب فشلت في إيجاد ما يؤكد ذلك، وقد كان لهذا الفشل نتائج متعددة، منها دراسات تنرك قصص التوراة جملة وتفصيلاً، وتعتبر ذلك من قبي...
قراءة الكل
إن كثيراً من الأماكن المقدسة الواردة في التوراة وُضعت حسب ما قدمه الطرح الإسرائيلي ومفسرو النص التوراتي وأصحاب النظريات الدينية البروتستانتية في خريطة فلسطين المعاصرة، رغم أن البحث الأركيولوجي وعمليات التنقيب فشلت في إيجاد ما يؤكد ذلك، وقد كان لهذا الفشل نتائج متعددة، منها دراسات تنرك قصص التوراة جملة وتفصيلاً، وتعتبر ذلك من قبيل الأساطير والخرافات، ودراسات أخرى نقلت الأحداث والتاريخ الإسرائيليين إلى مجال الجغرافي آخر خارج فلسطين المعاصرة، وظهور قطع أثرية مزورة في المجال الفلسطيني كشفها باحثون مختصصون في ما بعد.إن هذا الكتاب يعالج هذه الإشكالية الكبيرة والأساسية التي لا زالت مطروحة إلى اليوم، من خلال دراسة الأماكن المقدسة الواردة في التوراة وأسفار الأنبياء، ويقدم رؤية جديدة تتناول الموضوع نفسه، لا تنكر التوراة ولا تعتبرها كتاباً للأساطير والخرافات، بل كتاباً مقدساً يضم حقائق كثيرة تمّ تغييرها وإخفاؤها، وتقدم هذه الرؤية إقتراحاً آخر وطرحاً بديلاً للطرح الإسرائيلي وخريطة جديدة للأماكن المقدسة التوراتية بشكل أخص، وهي خريطة بيت الله الحرام في شبه الجزيرة العربية، وهذه الخريطة تنسجم مع اللغة، وسياق النصوص التوراتية، وما تقدمه هذه النصوص من صفات للمكان ومجاله الجغرافي والثقافي، وتنسجم كذلك مع الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، والواقع المعاش إلى هذا اليوم.إن هذا البحث يعيد قراءة جوانب عديدة من تاريخ مملكة إسرائيل القديمة والشعب الإسرائيلي القديم، إذ إن كثيراً من النصوص التوراتية أسست تاريخاً طويلاً من الحروب والقتل والدمار والإبادة، سواء ضد الأمم الأخرى أو بين الأسباط أنفسهم، وقد نُقل ذلك إلى المصادر والمراجع التي يرجع إليها الناس والباحثون لإكتشاف الأديان وتاريخها، وقد اقترحت تفسيراً آخر لبعض هذه الروايات التوراتية المؤسسة التي تحكي عن حروب وقتال في أماكن مقدسة، وهذا الإقتراح هو أعمال الحج وطقوسه.صدر لعصام شكيب كتاب بعنوان «التوراة تتحدث عن بيت الله الحرام» في طبعته الأولى للناشر المركز العربي بشراكة مع مؤسسة مؤمنون بلا حدود. تطرق الكاتب في مؤلفه هذا إلى المفاهيم المغلوطة عن الأماكن المقدسة في خريطة فلسطين المعاصرة، بحيث أوضح هده المغالطة عن طريق التناقض بين التفسيرات التوراتية والنظريات البروتستانتية لهذه الأماكن وما أتت به الدراسات الأركيولوجية. وجاء كتابه موزعا على ثمانية فصول لصيقة بالأماكن.ولا مناص أن اختيار الأماكن لم يكن اعتباطيا و ذلك بحكم أن أسماء الأماكن تعد بشكل كبير قاعدة أساسية للطرح الإسرائيلي. من خلال هذا الكتاب، عالج عصام شكيب هذه الإشكالية المطروحة ، كما حاول الإجابة عن مجموعة من الأسئلة مثل : أين توجد هذه الأماكن؟ وكيف أسست إسرائيل نظريتها على هذه الرموز التوراتية جاعلة بذلك فلسطين المجال الجغرافي الذي حدثت فيه كل تلك الوقائع والأحداث المرتبطة بإسرائيل قديما؟تميز طرح الكاتب باعتماده رؤية جديدة بديلة للطرح الإسرائيلي، وبوضعه خريطة جديدة لهذه الأماكن بناء على النصوص التوراتية التي لا تنسجم فقط مع اليهودية بل مع سائر الديانات السماوية.