أن تقرأ القرآن فعمل سهل... وأن تفهم بعض ما قرأت أمر ممكن... أما أن تدرك حقيقة بعض الإشارات والرموز والأمثال والأوصاف فيحتاج إلى علم وافر وذكاء خارق، وتيسير من الله عز وجل. وأن أي تفسير يعطيه الإنسان لها يبقى دائراً بين الصواب والخطأ، إلى أن يتأكد عملياً بالمشاهدة والتجربة، فيؤمن عندئذ بعظمة القرآن ويزداد به إيماناً. كتاب فيه الر...
قراءة الكل
أن تقرأ القرآن فعمل سهل... وأن تفهم بعض ما قرأت أمر ممكن... أما أن تدرك حقيقة بعض الإشارات والرموز والأمثال والأوصاف فيحتاج إلى علم وافر وذكاء خارق، وتيسير من الله عز وجل. وأن أي تفسير يعطيه الإنسان لها يبقى دائراً بين الصواب والخطأ، إلى أن يتأكد عملياً بالمشاهدة والتجربة، فيؤمن عندئذ بعظمة القرآن ويزداد به إيماناً. كتاب فيه الرقة والعذوبة، والقصص والحكم، يشدّ القارئ إليه، ويأسره بقوة صحته وبعد نظره. ينطق بآيات فيها من البلاغة ما لا يضاهى، ومن العلم ما لا يدان، ومن التشريع ما لا يقارن... إنه كلام الله أوحى به جبريل عليه السلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية ولم يتمكن مخلوق أن يأتي بسوره من مثله، رغم ما مرّ على العالم من علماء وأدباء وشعراء وذلك لما فيه من بلاغة وترتيب وعذوبة لفظ، بالإضافة إلى المنهج الذي إحتواه لأمور الدين والدنيا. وأخيراً وليس آخراً لما تضمنه من علوم وتشريعات. وقد شاء الله تعالى أن يودع القرآن بعض العلوم الكونية وغيرها، وذلك ليدرك الناس على مر العصور أن القرآن ليس كتاباً كسائر الكتب، من صنع البشر. وقد كان الآيات الكونية في القرآن نصيب وإجتهاد في العصر الحاضر لتفسيرها ضمن رؤية حديثه بحيث تتوافق هذه التفسيرات مع النظريات العلمية الحديثة. وأن هذه الآيام الكونية العلمية إنما جاءت للتدليل على إعجاز القرآن، عبر كل العصور، وإن معالجتها دون تحميلها أكثر مما تعني واجب. ثم إن القرآن الكريم دعا إلى التفكير في خلق السماوات والأرض، وإن التفكير لا يعني سوى البحث العلمي والنظر في مخلوقات الله، في السماوات والأرض، لا للإيمان بعجائب الصنعة والقدرة وحسب، بل ولإكتشاف ما يمكن إكتشافه من أسرار الكون. ضمن هذه الإستشفافات يأتي هذا الكتاب الذي يعرف في أبحاثه الإعجاز القرآني العلمي بالدلابة على الآيات التي وردت في هذا المجال، دون تحميلها أكثر مما تعنيه. للوقوف على مدى إهتمام القرآن بالعلم والعلوم والعلماء وأن كل ما جاء في الكون فهو من لدن عليّ قدير. بالإضافة إلى هذا الجانب، فقد تطرقت أبحاث الكتاب إلى ما جاء في القرآن الكريم من آيات تناولت الأمور الدينية من عادات ومعاملات وأمور دنيوية كما في أمر السياسة وذكر للأحداث الماضية وللأمور الآتية المرتقبة كما وذكر للحروب والأزمات إلى ما هناك من أمور دينية ودنيوية جاء ذكرها قي القرآن الكريم يوردها الباحث للدلالة على الإعجاز القرآني الديني والدنيوي.