لا نعرف من تاريخنا الأدبي كله شاعراً كان أكثر انصاراً أو أكثر خصوماً من أبي الطيب المتنبي، فقد شغل الناس في حياته وبعد مماته إلى يومنا هذا. وأثار شعره من الجدل والخصومة ما لم يثره أثر أدبي آخر، وكان له في كل بلد حلّ به أو مر به تلامذة ومعجبون قرأوا شعره عليه وشرحوه للناس شفاهاً أو كتابةً وتكونت حولهم حلقات من التلاميذ المبهورين ...
قراءة الكل
لا نعرف من تاريخنا الأدبي كله شاعراً كان أكثر انصاراً أو أكثر خصوماً من أبي الطيب المتنبي، فقد شغل الناس في حياته وبعد مماته إلى يومنا هذا. وأثار شعره من الجدل والخصومة ما لم يثره أثر أدبي آخر، وكان له في كل بلد حلّ به أو مر به تلامذة ومعجبون قرأوا شعره عليه وشرحوه للناس شفاهاً أو كتابةً وتكونت حولهم حلقات من التلاميذ المبهورين بالشاعر وشعره.وكان أبو الفتح عثمان بن جني أكثر تلامذته وأعظمهم أثراً في الأوساط المعجبة بشعره. أما أبو الفضل العروضي فقد اعتكف على شرح ديوان المتنبي إعجاباً منه بهذا الشاعر وشاعريته أما من أهل صقلية فقد عني ابن القطاع بتدوين شروحه حول ديوان المتنبي. وفي هذا الكتاب يجمع المحقق الدكتور "محسن غياض عجيل" ثلاث شروح لديوان المتنبي وهم: الأول المستدرك على ابن جني فيما شرحه من شعر المتنبي لأبي فضل العروضي، الثاني التجني على ابن جني لابن فورجة، والثالث شرح المشكل من شعر المتنبي لابن القطاع الصقلي. وهدفه من ذلك هو الوقوف على ما ابتدعته قريحة هذا الشاعر العظيم من بدائع الأبيات ومتانة سبكها من حيث اللفظ والمعنى.