شهدت آسيا، خصوصاً في الجزء الشرقي منها، تحولاً اقتصادياً غير مسبوق في العقود الأخيرة، ومن المتوقع أن تتواصل وتيرة هذه التحول على الرغم من الانتكاسات أو الاضطرابات التي تعترضه بين آونة وأخرى. ويمكن القول: إن مركز النشاط الاقتصادي قد انتقل الآن من منطقة المحيط الأطلسي إلى منطقة المحيط الهادئ. وفي ضوء الانتعاش المطرد الذي تشهده آسي...
قراءة الكل
شهدت آسيا، خصوصاً في الجزء الشرقي منها، تحولاً اقتصادياً غير مسبوق في العقود الأخيرة، ومن المتوقع أن تتواصل وتيرة هذه التحول على الرغم من الانتكاسات أو الاضطرابات التي تعترضه بين آونة وأخرى. ويمكن القول: إن مركز النشاط الاقتصادي قد انتقل الآن من منطقة المحيط الأطلسي إلى منطقة المحيط الهادئ. وفي ضوء الانتعاش المطرد الذي تشهده آسيا تظهر مجموعة من الفرص والتحديات أمام دول الخليج العربية التي تعتمد على تلك المنطقة في حوالي 52% من إجمالي المعاملات التجارية الخليجية. وسوف تظل دول الخليج العربية في المستقبل تلبي قدراً كبيراً من الطلب المتزايد على الطاقة في آسيا. ومن بين التحديات الرئيسية في هذا الصدد مسألة حماية أمن الملاحة وسلامتها عبر الممرات البحرية الحيوية التي تجتازها ناقلات النفط بأعداد متزايدة. غير أن الطاقة ليست بالضرورة الأساس الوحيد للتعاون بين الجانبين، فاقتصاديات شرق آسيا بصفة عامة أصبحت اقتصاديات منافسة بفضل الاستخدام الفعال لتقنية المعلومات وتطوير المهارات.وتمثل الروابط المؤسسية بين منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ركيزة للبدء في التحرك السريع على المستوى السياسي، لتمهيد الطريق نحو مزيد من التعاون الموسع في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية. وجدير بالذكر أنه لا بد من توافر الإرادة والعزيمة السياسية لدفع الجهود المبذولة على هذا الصعيد.