هل يُمكن الكائن الصامت أن يظلّ صامتاً أبد الدهر؟ ألا يحقّ له أن يُسمع صوته للآخرين؟ كيف نتخيّل لحظة انفجاره؟ ماذا لو كان بركان غضبه أعنف ممن قضى حياته صارخاً؟ هذه أسئلة تطرحها الأميركية أ.س. أ هاريسون في روايتها «الزوجة الصامتة» من خلال شخصية جودي بريت، طبيبة نفسية وزوجة تصمت على خيانة زوجها إلى أن يتركها من أجل امرأة أخرى لتتحو...
قراءة الكل
هل يُمكن الكائن الصامت أن يظلّ صامتاً أبد الدهر؟ ألا يحقّ له أن يُسمع صوته للآخرين؟ كيف نتخيّل لحظة انفجاره؟ ماذا لو كان بركان غضبه أعنف ممن قضى حياته صارخاً؟ هذه أسئلة تطرحها الأميركية أ.س. أ هاريسون في روايتها «الزوجة الصامتة» من خلال شخصية جودي بريت، طبيبة نفسية وزوجة تصمت على خيانة زوجها إلى أن يتركها من أجل امرأة أخرى لتتحول من ثمّ إلى قاتلة.تدور أحداث الرواية في مدينة شيكاغو، وهي تُنذر منذ البداية بفعل «الانتقام» اللاحق، من خلال تفاصيل صغيرة تهتم الكاتبة بنقلها لكي تبني من خلالها شخصية المرأة القاتلة أو بالأحرى تلك التي تحوّلها ظروفها إلى قاتلة.تحاول جودي منذ البداية أن تُداري معرفتها بخيانة زوجها لها، تحاول أن تُسعده وتؤمّن له الراحة التامة في المنزل، تصطنع السعادة، لكنها تصل إلى مرحلة الانفجار حين ترى في بيتها الدافئ مجرّد «زريبة حيوانات قذرة». أمّا الزوج تود، فيظلّ معتقداً أن أجمل ما في جودي هو صمتها وأنّ هدوء أعصابها هو موهبتها الأقوى، ليظهر أخيراً أنّ الصمت كان أيضاً سلاحاً استخدمته في تنفيذ ثأرها منه.«الزوجة الصامتة»، هي رواية هاريسون الأولى والأخيرة، بعدما رحلت أخيراً عن 65 عاماً، أثناء انشغالها في تحضير روايتها الثانية.