سيرة الكتابة

في هذا الكتاب ما يشبه السفر في أزمنة الكتابة والتلقي، مع أسماء كاتبة من زمننا الإبداعي والنقدي المغربي، وما يشبه الحوار مع كتابات مغربية، تندرج في خانة أجناس تعبيرية متجاورة: السيرة والسيرة الذاتية والرواية. وفيه أيضاً ما يشبه ثلاث صور شخصية لكتاب مغاربة، أثروا في مشهدنا الثقافي والأدبي، بنصوصهم الإبداعية، وأيضاً بمقالاتهم التحليلية وبكتاباتهم النقدية والفكرية.كما يتتبع هذا الكتاب، بالتحليل والتأمل والمقاربة، جوانب من تحولات المشروع النقدي الأدبي عندنا، من خلال إنجازات نقدية، لنقاد فاعلين في مشهدنا النقدي، في مرتكزاتها الأتوبيوغرافية والشعرية والروائية، والأدبية عموماً...في ضوء هذا النوع من الممارسة، التي تتسم بالتنوع والتعدد، يتم رصد مستويات من التنامي الكتابي، الشكلي والثيني والدلالي، لبعض النصوص السردية، كما تتم قراءة جوانب من السيرة الأدبية والتاريخية والنقدية لبعض رموزنا وكتابنا ونقادنا، في أبعادها الكتابية والذاتية والمصيرية، وذلك عبر مقاربتنا لنصوص/كتابات تندرج في خانة بعض الأجناس الأدبية والتعبيرية التي تتكامل فيما بينها، كما تلتقي عند حدود صياغتها لأسئلة جوهرية ثلاثة: الذات، في أبعادها البيوغرافية والتاريخية والسياسية والنضالية والثقافية. الكتابة، في بعض مكوناتها المتداخلة فيما بينها: التخييلية، والمرجعية النصية-التاريخية، والواقعية، باعتبارها مكونات تلعب فيها الذاكرة، أيضاً، لعبتها المولدة. التلقي، في مستوياته التحليلية والنقدية، التأسيسية والتراكمية.وإذا كانت هذه المحافل الثلاثة (الذات، الكتابة، التلقي) تتأسس، في هذا الكتاب، على مبدأ التكامل والتآلف فيما بينها، وعلى عدة مستويات، فإن التأمل في بعض مقامات هذه الكتابات وحالات هؤلاء الكتاب، يجعلنا، نحن القراء، نسافر، بلذة وتوتر، داخل جغرافيا الكتابة، في محاولة منا استنطاق النصوص والتجارب، وإنتاج كتابة موازية، وتوسيع الرؤية لهذا الجنس الأدبي أو ذاك، وتحسس معرفة حول النص.