الكتاب من تحقيق وترجمة عبد الله بن بيه - محمد بن الهادي أبو الأجفان - عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان.(الذخيرة والفروق) للإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، كتابان من أجلّ ما أُلّف في الفقه المالكي وقواعده، ولهما الشأن العظيم بين الفقهاء والباحثين: الأول: كتاب فقهٍ استدلالي، نثر فيه من علومه الفقهية ما دلّ على عظيم ...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق وترجمة عبد الله بن بيه - محمد بن الهادي أبو الأجفان - عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان.(الذخيرة والفروق) للإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، كتابان من أجلّ ما أُلّف في الفقه المالكي وقواعده، ولهما الشأن العظيم بين الفقهاء والباحثين: الأول: كتاب فقهٍ استدلالي، نثر فيه من علومه الفقهية ما دلّ على عظيم قدره، ورفيع شأنه في علم الفقه، حوى من القواعد والضوابط الفقهية والأصولية الكثير، منها ما يندر وجوده في مثيله من الكتب والمدونات الفقهية. وقد عزّ الإمام القرافي أن تظل تلك القواعد الفقهية مطوية بين المسائل والمذاهب، فهي جديرة أن تنفرد بالتأليف، فهي المفتاح لحلّ ما يستجد من القضايا والنوازل، وهي التي تبرز للفقيه المقاصد الشرعية في جلاء ووضوح، ولا يتم هذا إلا بإظهارها بصورة مستقلة لينتبه إلى أهميتها الفقهاء، فيستفيدوا منها في توقيع الأحكام. حقق هذه الرغبة، وأنجز هذه الخطة بجمعها في كتاب واحد؛ لتعظم الإفادة منها، فأخرجها في صورة منهجية فريدة في كتابه "الفروق".وقد اختار الباحث عادل بن عد القادر ابن محمد ولي قوته الحديث في العصر الحاضر، بصورة علمية بديعة، فجعل من رسالته العلمية للدكتوراه مشروعاً شاملاً لكافة الأبواب الفقهية، ومن ثم استبدل بعنوان رسالة الدكتوراه (القواعد والضوابط الفقهية في أبواب التمليكات المالية، عند الإمام القرافي، من خلال كتابيه الذخيرة والفروق، جمعاً ودراسة) عنواناً جديداً: "القواعد والضوابط الفقهية القرافية-زمرة التمليكات المالية".وبحثه هذا عبارة عن دراسة علمية متأنية متعمقة لكلا الكتابين الموسوعيتين الآنفي الذكر، تمّ له فيه استخراج القواعد والضوابط الفقهية وتتبع عباراتها واختلاف صياغتها، في مدوّنات المذهب المالكي للقاعدة والضابط الواحد، بطريقة استقرائية لبيان تطورهما لفظاً ومعنىً.عمل في هذا الموضوع على جوانب عديدة، بصورة علمية رائدة، تجلى بعضها في الجوانب التالية: 1-توثيق أحكام المتقدمين في المذهب المالكي، ثم مقارنته بما في الكتب المعتمدة للمذهب عند المتأخرين. 2-اجتهاده في البحث خارج نطاق المذهب المالكي، فيما لم يعثر عليه من تطبيقات للقواعد لدى المالكية، ثم تنزيلها على تلك القواعد. 3-استحداثه عناوين جديدة لبعض مجموعات من الموضوعات الفقهية ذات الموضوع الواحد. 4-ربط بعض القواعد والضوابط بالمصطلحات الفقيهة الحديثة، مثل "الشخصية الاعتبارية"، وغير ذلك من الأمثلة.إلى جانب ذلك هناك الكثير العديد مما ينوه عنه في هذا الكتاب، من الناحيتين العلمية والمنهجية، التي سيقف عليها القارئ بنفسه. ومن ناحية أخرى، إن ما يميز هذا الكتاب (الرسالة العلمية) عن كثير من الرسائل العلمية الأخرى، أمران مهمان: أ-أسلوبها العلمي الأدبي، فقد أبرز فيها الباحث مهارته اللغوية، وقدراته الأدبية، مما يجعله في عداد الفقهاء المتأدبين. ب-تطرقه إلى موضوعات ليست في حسبان كثير من الباحثين، وبهذا فتح لهم آفاقاً جديدة من البحوث، وآثار تساؤلات وطروحات عديدة مفيدة، تتقدم بالبحث الفقهي لو تناولها الدارسون.