ليست الفلسفة الإغريقية حقبة تاريخية فكرية قديمة وفق ما يعرف أو ما يصطلح عليه في تقسيمات المؤرخين بفكر قديم وآخر حديث، إنها ليست فلسفة قديمة عفى عليها الزمن ولم تعد لنا حاجة بها أو أنها خالية من قيمة وأثر بل إن ثرواتها وكنوزها القيمة لا تنبع من وجهة نظر المؤرخ، بحسب تصور ولتر ستيس، أو المهتم بالتراث القديم فحسب، وهي من وجهة نظر ا...
قراءة الكل
ليست الفلسفة الإغريقية حقبة تاريخية فكرية قديمة وفق ما يعرف أو ما يصطلح عليه في تقسيمات المؤرخين بفكر قديم وآخر حديث، إنها ليست فلسفة قديمة عفى عليها الزمن ولم تعد لنا حاجة بها أو أنها خالية من قيمة وأثر بل إن ثرواتها وكنوزها القيمة لا تنبع من وجهة نظر المؤرخ، بحسب تصور ولتر ستيس، أو المهتم بالتراث القديم فحسب، وهي من وجهة نظر الفيلسوف أشياء حية بمثابة حقائق في واقع الحياة والثقافة.تبعأً لهذا، ليست دراسة الفلسفة الإغريقية ترفاً فكرياً وهي كذلك ليست قصصاً تروي للتسلية بقدر ما هي دروس ونماذج فكرية للتأمل وللاعتبار، إنها أكثر من كونها مادة معرفية ومضمون فكري يعرض للتلقين والحفظ، وهذا جانب هام لكن الأهم منه فيما تمثله هذه الفلسفة من دعوة إلى التأمل والتفكير الملي، الواعي واليقظ بالطرائق والآليات التي توصل من خلالها فلاسفة الإغريق ومثقفيها إلى تلك المواقف والأفكار التي ظلت خالدة تجوب آفاق الزمان والمكان وتملأ صفحات الكتب وتتداولها مؤلفات الفلسفة والتاريخ والآداب والعلوم والفنون. وفي هذا أعظم درس يستفاد من الفلسفة الإغريقية.من هذا المنظور يأتي هذا الكتاب ليضيف لبنة جديدة إلى المكتبة الفلسفية ولسد ثغرة لطالما ظلت عالقة في الكتاب الفلسفي الجامعي.
