تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة

يكمن جمال التاريخ فى أنه -من بين العلوم التى أنتجتها الإنسانية- أكثر العلوم التى تقوم بتفسير الإنسان للإنسان، ذلك التفسير الذى يستلهم القديم ويستخلص منه ما يصلح للحاضر، وذلك التفسير الذى يستقرىء الحاضر ويأخذ منه ما يصلح للمستقبل.. وقد توافرت لهذا الكتاب عوامل عدة، جعلته فى مصاف المعارف الإنسانية التى يرغبها كل راغب فى المعرفة والإستزادة.. فهى إلى توسط مكانها بين بلاد الشرق ودورها البارز فى السلالات البشرية باعتبارها قوى موثرة، وتأثيرها الجلى فى خطوط اقتصاديات واتصالات هذه المنطقة المؤثرة من العالم. يقع الكتاب فى ستة عشر فصلاً، تبدأ من أدق المسائل فى دراسات هذه المنطقة الأثرية، والدول التى تعاقبت عليها كقتبان ومعين وحضر موت... وكذلك الجماعات التى سكنت هذه المنطقة كمدين وعاد وثمود... وممالك كالحيرة والغساسنة، وكندة.. كل ذلك فى قالب تاريخى يتسم بثراء العرض وسلاسة اللغة المستخدمة.. إن الكتاب -فى مجمله- جدير بأن يقتنيه قارىء مثقف -متخصص أو غير متخصص- لأنه يلقى الضوء على منطقة، لم تحظ بدرس وبحث عميقين من قبل.