أرض المحشر وصفة حشر العباد

هذه الرسالة للشيخ "ندا أبو أحمد" هي الرسالة الثانية والعشرون في سلسلة "الدار الآخرة" التي يوالي فيها الكاتب التعريف باليوم الآخر وما اختص به من حساب وجزاء على أعمالنا في حياتنا الدنيا، وهذه الرسالة يشرح فيها الكاتب أرض المحشر، وما جاء فيها من أقوال، وصفة حشر العباد، قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً ﴾ [الكهف: 99]. أي: ونفخ في الصور للبعث؛ فجمعنا الخلق جميعًا للحساب والجزاء. وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴾ [هود: 103]. قيل: هو يوم الحشر. • وهذا اليوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، كما قال تعالى في كتابه الكريم:﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ [الواقعة: 49-50]. وسيجمع الله كذلك الذين أكلتهم الطيور والسباع، أو غرقوا في البحر فأكلتهم الأسماك، أو هلكوا في الفضاء، أو صهرتهم النار... وغيرهم، فكل ذلك عند الله سواء، قال تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 148]. فلا يشذ أحدٌ ولا يغيب عن علم الله، فالله تعالى محيط بخلقه، قال تعالى: ﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} ﴾ [مريم:93-95]. وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ﴾ [الكهف: 47]. وكل هذا يدل على أن الله تعالى يحشر الخلق جميعًا، الإنس والجن والملائكة، أما البهائم فهي مسألة خلافية، والراجح أنهم يُحْشَرُون كذلك.