منذ نشوء الإنسان على وجه الأرض، يحاول التفكير البشري فهم قواعد السلوك الإنساني الذي يشكل المصدر الأساسي في نشوء شبكة العلاقات الاجتماعية اللازمة لتعايش مجموعة او مجموعات من الأفراد في بيئة واحدة تحتم عليهم الخضوع لظروف مشتركة ،وتتوقع منهم إبداء مخرجات سلوكية او فكرية متشابهة ، توصل الى التناغم وقيام كيان اجتماعي يحقق استمرار هذا...
قراءة الكل
منذ نشوء الإنسان على وجه الأرض، يحاول التفكير البشري فهم قواعد السلوك الإنساني الذي يشكل المصدر الأساسي في نشوء شبكة العلاقات الاجتماعية اللازمة لتعايش مجموعة او مجموعات من الأفراد في بيئة واحدة تحتم عليهم الخضوع لظروف مشتركة ،وتتوقع منهم إبداء مخرجات سلوكية او فكرية متشابهة ، توصل الى التناغم وقيام كيان اجتماعي يحقق استمرار هذا الكيان وانعكاس ذلك على نمو وتطور الجنس البشري ، الا ان هذه المفاصل الفكرية والسلوكية على الرغم من اتسامها بالتشابه بصورته العامة ، بحكم الخضوع تحت المؤثرات او الظروف العامة نفسها، الا انها كانت تتسم بالتباين ايضاً كلما أخذت هذه المؤثرات او الظروف بالاختلاف تبعاً لاختلاف العامل البيئي او الجغرافي او الاقتصادي او الفكري ، وغيرها من العوامل التي تؤثر في المجتمع ، ثم باختلاف المؤثرات نفسها في داخل المجتمع الواحد ، ابتداءاً من الإطار العام للمجتمع حتى بلوغه الوحدات الاجتماعية المكونة له من جماعات لها قواسم مشتركة اكثر خصوصية ، تفعل مداها كلما قل حجم الجماعة ، لتصل الى النواة الأولى وهي الأسرة ، ثم لتأخذ أثرها في الأفراد المكونين للأسرة الواحدة ، لينشأ عن ذلك أنماط سلوكية تاثر بعضها ايجابياً بما هو سائد لدى الجماعة ، في حين خرج بعضها الاخر على ما هو متعارف عليه لدى الجماعة ، الامر الذي ادى الى ظهور انماط سلوكية سلبية تمخضت عنها مشاكل اجتماعية وصلت في بعض الأحيان الى العمومية في مدى تأثيرها في الكيان الاجتماعي الواحد ، وألفت في انتشارها الاضطرادي ظواهر مست تأثيراتها الوجود البشري .
