لقد وفقني الله تعالى إلى إعداد هذا الكتاب في موضوع ارى انه يتناول نعمة من النعم الكثيرة التي انعم الله علينا بها وهي الأغنام، وتعتبر الأغنام من الحيوانات التي تمد الإنسان بمصادر غذائية هامة وهي اللحم واللبن والدهن، وتمد الإنسان أيضاً بمواد خام تستخدم لتجهيز مستلزمات هامة مثل منتجات صناعة الألياف الصوفية والفرو والجلد، واستخدام ن...
قراءة الكل
لقد وفقني الله تعالى إلى إعداد هذا الكتاب في موضوع ارى انه يتناول نعمة من النعم الكثيرة التي انعم الله علينا بها وهي الأغنام، وتعتبر الأغنام من الحيوانات التي تمد الإنسان بمصادر غذائية هامة وهي اللحم واللبن والدهن، وتمد الإنسان أيضاً بمواد خام تستخدم لتجهيز مستلزمات هامة مثل منتجات صناعة الألياف الصوفية والفرو والجلد، واستخدام ناتجات الذبح الثانوية في اغراض عديدة ومتنوعة لفائدة الإنسان، والظروف البيئية في الدول العربية يلائمها النهوض بتربية الأغنام كوسيلة فعالة لتوفير مصدر غذائي للبروتين الحيواني، خاصة أن الشعوب العربية تقبل على أكل لحوم الضأن وشرب لبن الأغنام.وقد كان رعي ورعاية الأغنام مهنة الأنبياء والرسل، وقال سيدنا محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ما من نبي إلا وقد رعى الغنم، وقال ايضاً عليه الصلاة والسلام "بعث موسى وهو يرعى غنماً لأهله، وبعثت وأنا راعي غنماً لأهلي بجياد" وفي قول مأثور يقال "إن الغنم غنم" اي ثروة وكثرة مال، ويوحي الحديث الشريف بأن الله عز وجل يعد رسله قبل تولي الرسالة إعداداً خاصاً ومن بين طرق الإعداد تدريبهم على رعي الغنم، والحكمة في إلهامهم رعي الغنم قبل النبوة ان يكتسبوا التمرين على رعيها وسياستها لإعدادهم لما سيكلفون به من مهمة كبرى تتعلق بأمر أمتهم، فمن معاملة الأغنام يكتسب الراعي اللم والشفقة نظراً لإختلاف طباعها وشدة تفرقها وضعفها واحتياجها إلى الرعاية الحكيمة وبذلك كان رعي الغنم نموذجاً مصغراً من سياسة الناس وحكمهم.