تبين القراءة الأولية لشعر المرأة أن الرجل هو المركز الذي يدور في فلكه معظم هذا الشعر، ولهذا اختيرت صورة الرجل في شعر المرأة لتكون مدار البحث. وذلك مقابل محورية صورة المرأة في نسيب الشعراء الرجال في القصيدة التقليدية. فهذا البحث محاولة لاستخلاص ملامح الرجل (الإنسان/العربي) كما تبدو في شعر المرأة العربية حتى نهاية القرن الثاني اله...
قراءة الكل
تبين القراءة الأولية لشعر المرأة أن الرجل هو المركز الذي يدور في فلكه معظم هذا الشعر، ولهذا اختيرت صورة الرجل في شعر المرأة لتكون مدار البحث. وذلك مقابل محورية صورة المرأة في نسيب الشعراء الرجال في القصيدة التقليدية. فهذا البحث محاولة لاستخلاص ملامح الرجل (الإنسان/العربي) كما تبدو في شعر المرأة العربية حتى نهاية القرن الثاني الهجري.يعنى البحث بعرض الصور التي رسمتها الأنثى في حالاتها النفسية المختلفة، والبحث في تطور تلك الصور واختلافها من أنثى إلى أخرى، والبحث في المنابع التي استقت منها صورها، وهل فرض المجتمع رؤيته، أم أن الأنثى رسمت الصورة التي رغبتها؟ يمكن القول إن المجتمع العربي كان في جملته مجتمعاً ذكورياً، يتسنم فيه الرجل الفارس الشاعر الذروة في سلم الأدوار الاجتماعية، وتبقى المرأة في أحيان كثيرة في الظل بعيدة عن دوائر الاهتمام والأضواء باستثناء مكانتها الشعرية بوصفها موضوعاً رئيساً في نسيب القصيدة. وفي محاولة لرصد طبيعة هذه الأدوار الاجتماعية من خلال الشعر يمكن أن نتخذ شعر المرأة مادة خصبة لاستجلاء صورة الرجل، فنتساءل: هل كان الشعر المجال الذي بحثت المرأة فيه عن ذاتها، أم أسهم شعرها من حيث تدري أو لا تدري في تكريس الصبغة الذكورية للمجتمع؟