حظيت أغراض الشّعر العربيّ واتجاهاته بدراسات كثيرة وافرة؛ فتناول الدّارسون فيما تناولوه: المديح، والهجاء، والغزل، والخمر، والمجون، والنّقائض، والطّرد، وغير ذلك من الموضوعات. لكنّ شعر الدّعوة الإسلاميّة؛ الّذي اتّقدت شعلته منذ بزوغ فجر الإسلام إلىَ يومنا الحاضر، وأدّىَ رسالته خلال أربعة عشر قرنًا؛ لم يلق شيئًا من العناية الّتي لقي...
قراءة الكل
حظيت أغراض الشّعر العربيّ واتجاهاته بدراسات كثيرة وافرة؛ فتناول الدّارسون فيما تناولوه: المديح، والهجاء، والغزل، والخمر، والمجون، والنّقائض، والطّرد، وغير ذلك من الموضوعات. لكنّ شعر الدّعوة الإسلاميّة؛ الّذي اتّقدت شعلته منذ بزوغ فجر الإسلام إلىَ يومنا الحاضر، وأدّىَ رسالته خلال أربعة عشر قرنًا؛ لم يلق شيئًا من العناية الّتي لقيتها أغراض الشّعر الأخرىَ.. وقد أرجع المؤلّف - رحمه اللّه - ذلك؛ لأسباب منها: ما أشاعه أوائل المؤرّخين لأدبنا – وجلّهم من المستشرقين وأتباعهم – من أنّ أثر الإسلام في الشّعر كان ضعيفًا باهتًا. وأنّ مصادر الأدب العربيّ وموسوعاته الكبـرىَ قد انصرفت إلىَ أغراض الشّعر التّقليديّة؛ الّتي وضع أُسسها الجاهليّون. ومن هذا المنطلق.. حدّد المؤلّف - رحمه اللّه - المراد بشعر الدّعوة بشكل عام، واعتنىَ به في العصر النّبويّ بشكل خاص.. حيث بَيَّنَ مصادره، وتكلم عن ما أثير من شكوك في صحته.. إنّ هذا الكتاب بمثابة النّواة الحقيقيّة لموسوعة أدب الدّعوة الإسلاميّة؛ الّتي تبنتها كليّة اللّغة العربيّة بالرّياض؛ والّتي تمّت تحت إشرافه وتوجيهه – رحمه اللّه - هذه الموسوعة؛ الّتي لم يكن لها الأثر الملموس في تغيير بعض المسلّمات الأدبيّة الخاطئة فحسب؛ بل إنّها قلبت تلك المسلّمات الأدبيّة قلبًا.
