نبذة النيل والفرات:يأتي هذا الكتاب "سيكولوجية ألإقلاع عن التدخين" ليكون إسهاماً متواضعاً للغاية في الحملة العالمية لمكافحة التدخين بعد أن بات مؤكداً أن النيكوتين الذي تحتويه السجائر يسبب الإدمان الفسيولوجي، واعتماد المدخن عليه فسيولجياً، وبعد أن بات واضحاً أن التدخين يرتبط بقصر عمر الإنسان وبإصابته بالعديد من الأمراض القاتلة كال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يأتي هذا الكتاب "سيكولوجية ألإقلاع عن التدخين" ليكون إسهاماً متواضعاً للغاية في الحملة العالمية لمكافحة التدخين بعد أن بات مؤكداً أن النيكوتين الذي تحتويه السجائر يسبب الإدمان الفسيولوجي، واعتماد المدخن عليه فسيولجياً، وبعد أن بات واضحاً أن التدخين يرتبط بقصر عمر الإنسان وبإصابته بالعديد من الأمراض القاتلة كالأمراض الوعائية والقلبية والسرطان ومن أظهرها سرطان الرئة والسل الرئوي وتحجر الرئة، وبعد أن اتضح أن التدخين يؤذي الأم الحامل في صحتها ويؤثر على الجنين في أحشائها.وكذلك لا يضر التدخين فقط بصحة المدخن، وإنما يضر أيضاً بكل المحيطين به، فيما يعرف باسم "المدخن السلبي"، ومن المؤسف أن هؤلاء المحيطين به هم من أغلى وأعز الناس لديه، فهم أبناؤه الصغار وزوجته وأمه وأشقاؤه وعشيرته الذين هم مسؤولون منه، فبدلاً من حمايتهم يتسبب هو بممارسة هذه العادة السيئة في إيذائهم.كذلك دل البحث والتجريب أن التدخين بجميع صوره يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة ونفسية وعقلية سيكوسوماتية، وعندما يقال أن التدخين من الجوزة أو الأرجيلة أو الغليون أو الشيشة أو مضغ التبغ أقل ضرراً ليس صحيحاً. فالمهم هو دخول النيكوتين وغيره من المواد السامة والضارة إلى مجاري جسم الإنسان كالقطران أو الزفت والمواد غير كاملة الاحتراق الأخرى.وما يقال من أن صناعة السجائر تدر الملايين على الشركات أو على المجتمع في شكل ضرائب وخلافه، وما يقال من أن شركات صناعة التبغ تشغل ملايين العمال، وكذلك ما يقال أن إعداد كبيرة تشتغل في زراعته، كل هذا لا يوازي الملايين التي يحصدها التدخين حصداً في كل عام من الوفيات بسبب سرطان الرئة والأمراض القلبية وضغط الدم والفشل الكلوي، ولا يعادل كل هذا هذه الأرواح التي يحصدها التدخين ولا البلايين التي تنفق في علاجهم. أو إصابتهم بالعجز الكلي أو الجزئي وعدم القدرة على العمل والإنتاج.ومهما صدر من قوانين وتشريعات نحظر التدخين في الأماكن المغلقة أو في وسائل المواصلات العامة، فإنها لا تغني سبيلاً أمام الوعي الصحي والطبي والنفسي والاقتصادي والانتماء الأسري والوطني الوعي أو التربية أو الثقافة والإعلام هي الدعائم الكبرى في الامتناع عن بدء التدخين ثم هي السبيل لإقناع المدخنين فعلاً اليوم بالإقلاع عنه.ومما يؤكد إمكانية الإقلاع أن هناك الملايين الذين أقلعوا فعلاً عن التدخين ونجحوا في ذلك بعد إدمانه لسنوات طوال. والمسألة في جوهرها مجرد عادة مظهرية وحركات وإشباعات ترتبط بإخراج السيجارة من الجيب ومن العلبة ثم إشعالها في خيلاء وزهو وتكلف وتصنع العظمة وشد الأنفاس منها.إنها مجرد عادة متعلمة ومكتسبة من أقران السوء ومن حب التجربة ومعرفة مذاق السيجارة ومن التقليد الأعمى ومن الرغبة في الظهور بمظهر الرجولة ومجاراة الناس ومن جراء الاعتقاد الخاطئ بأن السيجارة تنسي الإنسان همومه وأحزانه ومشاكله أو أنها تساعده على التركيز الذهني أو غير ذلك من الأسباب التي ثبت أنها غير حقيقية وليس للتدخين إلا آثاراً ضارة بل قاتلة.في هذا الإطار يجيء هذا الكتاب والذي يضم بين طياته دراسة تناولت أضرار التدخين، إعادة التدخين، آثار التدخين الصحية، المناهج العلمية في علاج التدخين، موقف الإسلام من تحريم التدخين، جهود مكافحة الإدمان، إدمان الخمور والمخدرات، الآثار العلاجية لقانون مكافحة المخدرات الجديد.