هذا الكتاب في دراسة الأدب العربي في العصر الحديث، تناولت فيه حركة الشعر، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم وهي فترة تبدأ بشعر النهضة لدى البارودي وتلاميذه، مروراً بحركة الشعر الرومانسي، وتنتهي بشعر الحداثة لدى السيّاب ونازك الملائكة وأضرابهما، في مصر، والعراق، وبلاد الشام، وإلى حد ما تونس والسودان والجزيرة العربية.و...
قراءة الكل
هذا الكتاب في دراسة الأدب العربي في العصر الحديث، تناولت فيه حركة الشعر، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم وهي فترة تبدأ بشعر النهضة لدى البارودي وتلاميذه، مروراً بحركة الشعر الرومانسي، وتنتهي بشعر الحداثة لدى السيّاب ونازك الملائكة وأضرابهما، في مصر، والعراق، وبلاد الشام، وإلى حد ما تونس والسودان والجزيرة العربية.ولا شكّ في أن الأدب العربي الحديث أدب كبير، مترامي الأطراف مثله مثل أي أدب عالمي، إذ نجد فيه الشعر بنوعيه العمودي والجديد، وفي الشعر الجديد توجد أشكال كثيرة، كما أن الشعر في هذا العصر متعدّد الاتجاهات والمدارس. ومن هنا يجد الباحث صعوبات جمّة في متابعة مساره عن كثب.وحين شرعت أكتب وأُصّنف هذه الأبواب والفصول نظرت في الخطة الدراسية للطالب الجامعي الذي أعدّّ نفسه لنيل شهادة آداب اللغة العربية بكلية الآداب، تسعفني سنوات من الخبرة في التدريس سواء في المرحلة الثانوية أو في المرحلة الجامعية.تهدف هذه الدراسة إلى مواكبة الشعر العربي في العصر الحديث، ودراسة اتجاهاته وحركاته. فتوقفت عند أعلام الشعراء الذين يمثلون هذه الاتجاهات والحركات، وتعرّضتُ لحياة كل شاعر منهم وتناولت جوانب من عطائه الشعري، بالدرس والتحليل. فكان منهجي تاريخياً حين رسمت الخطوط العريضة لحياة الشاعر، وتحليلياً بالنسبة إلى دراسة شعره، يحاول من جهة أن يستخرج العناصر المكوّنة لشعره، ويحاول من جهة أخرى أن يدرس مستويات فنه، مستلهماً بعض ما جاءت به الأسلوبية الحديثة.وجعلت هذا الكتاب في ثلاثة أبواب، فخصصت الفصل الأول من الباب الأول للنهضة الأدبية: عواملها ومظاهرها، ثم جاء الفصل الثاني ليلقي الضوء على حركة الإحياء في مصر، وبقية الفصول لإلقاء الضوء على نهضة الأدب في بقية الأقطار العربية، في العراق وبلاد الشام على وجه الخصوص.وتناولت في الباب الثاني الرومانسية في الشعر العربي، فألقيت الضوء على مختلف اتجاهاتها وحركاتها، انطلاقاً من شعر المهجر، فجماعة الديوان، فجماعة أبولو، فالرومانسية في بقية الأقطار العربية، فالرومانسية في الشعر النسوي، وأنهيته بالحديث عن المحتوى والبنية في الشعر الرومانسي.وخصصت الباب الثالث لنزعة التحرر الوطني والقومي في الشعر الحديث فتحدّثت عن شعر المقاومة الفلسطيني، وبذلت جهدي في دراسة الشعر الحداثي، نشأته، وأعلامه، وبنيته الفنية. وأنهيت الكتاب بملحق بقصائد مختارة من الشعر العربي لعدد من كبار الشعراء.وأياً كان الأمر، فلسنا نزعم أن هذا الكتاب قد أحاط بالشعر العربي الحديث، وإنما اكتفى بأجزاء منه، فهذا الشعر بحاجة إلى كتاب ضخم مؤلف من أجزاء عدة، تكلّف به لجان من الباحثين والأساتذة في الأقطار العربية الشقيقة.