اعلم رحمنى الله وإياك أن الأحتفال بالمولد النبوي مشروع وعليه الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة الإسلامية التي لا تجتمع على ضلالة.وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه ابن عمر-رضي الله عنهما - أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في الناررواه ا...
قراءة الكل
اعلم رحمنى الله وإياك أن الأحتفال بالمولد النبوي مشروع وعليه الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة الإسلامية التي لا تجتمع على ضلالة.وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه ابن عمر-رضي الله عنهما - أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في الناررواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية(٣/٣٧)والحديث صحيح بمجموع طرقه ، والسواد الأعظم من جل علماء المسلمين دونوا آرائهم الواضحة و أمتلأت كتبهم بها .و قد جاء في أثر ابن مسعود رضي الله عنه:(ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح). مقدمة الكتاب :الحمد لله الذي بدأ بأخذ العهد لنفسه على أرواح جميع بني آدم في عالم الذَّرِّ وأشهدهم على أنفُسهم واقرَّهم على اعتقاد الربوبية المطلقة له فقال عز من قائل: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِِّّيَّاتِهمِْْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) ، وثَنَّى بأخذ الميثاق لنبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء الذين هم صفوة خلقه فقال عز من قائل: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثمّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ َءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُــو, أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )وصلى الله على سيدنا النبي وسلم عليه وعلى آل بيته الاطهار و اصحابه الابرار صلاة و تسليماً كثيرين دائمين متلازمين .وبعد,أعلم رحمنى الله وإياك أن الأحتفال بالمولد النبوي مشروع وعليه الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة الإسلامية التي لا تجتمع على ضلالة.وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه ابن عمر-رضي الله عنهما -:"إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار".رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية(٣/٣٧)والحديث صحيح بمجموع طرقه ، والسواد الأعظم من جل علماء المسلمين دونوا آرائهم الواضحة و أمتلأت كتبهم بها .و قد جاء في أثر ابن مسعود رضي الله عنه:(ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح).كشف الأستار عن زوائد البزار" (1/81)، و "مجمع الزوائد" (1/177)يقول الامام ابن كثير الدمشقي رحمه الله : "وهذا الأثر فيه حكايةُ إجماعٍ عن الصحابة في تقديم الصديق، والأمر كما قاله ابن مسعودٍ".وقال الامام الشاطبي رحمه الله في "الاعتصام" (2/655):(إن ظاهره يدل على أن ما رآه المسلمون بجملتهم حسناً؛ فهو حسنٌ، والأمة لا تجتمع على باطلٍ، فاجتماعهم على حسن شيءٍ يدل على حسنه شرعاً؛ لأن الإجماع يتضمن دليلاً شرعياً") .وممن اجاز الاحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم وراه حسناً جمهور الإمة الإسلامية وجل علمائها مثل الإمام السيوطي و الامام ابن حجر العسقلاني والإمام النووي والإمام ابن كثير الدمشقي و إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري و الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي و الحافظ السخاوي والكمال الأدفوي و الحافظ ابن حجر الهيثمي والحافظ المجتهد الامام ملا علي قاري و الحافظ ابن الدبيع وابن طغربك وغيرهم الكثير والكثير من العلماء القدامي و المعاصرين فجلهم وجمهورهم اباحوا الإحتفال بالمولد. وسنورد اسماء هؤلاء الائمة في الصفحات التالية ، وما سنورده هو على سبيل المثال لا الحصر ، لأن حصر الائمة والعلماء يصعب على أي باحث في هذا المجال .و أعلم رحمني الله و إياك أن هذا البحث الصغير جمعناه من كتب ومواضيع مشايخنا لوجه الله تعالى و لاحياء هذه الذكرى الخالدة من خلال الأدلة القاطعة علي جواز الإحتفال بمولد خير الأنام ، مستمدين هذه الادلة من أراء جمهور العلماء وإجماع الأمة الاسلامية قاطبة .ولتعلم أخي أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو الاحتفال بالإسلام عينه ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو رمز الإسلام.ولقد قمت بتقسيم هذا البحث الذي أود من الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتي يوم أن ألقاه ، إلي ثلاثة فصول :الفصل الأول قبل خلق أدم عليه السلام ، والفصل الثاني إجماع جمهور و علماء الأمة القدامي علي الإحتفاء بمولده ، الفصل الثالث أراء العلماء المعاصرين في الإحتفال بمولد خير الأنام .