تختفي جنِّيَّاتُ مسقط لتحلّ قواهنَّ السحريَّةُ في السندريلّات. تُحدِّثنا زُبيدة عن طقوس العشاء الشهريّ، الذي تحكي خلاله كلٌّ منهنّ تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِها:فتحيَّة تخشى الصورةَ المُعلَّقة، وسارة تدفنُ شتائمَ جدَّتها، ونوف تمنعُ جسدَها من التفتُّح، أمَّا ربيعة فلا تتخلّى عن الركض أبدًا. تهاني لا تحبُّ بناتها السارقا...
قراءة الكل
تختفي جنِّيَّاتُ مسقط لتحلّ قواهنَّ السحريَّةُ في السندريلّات. تُحدِّثنا زُبيدة عن طقوس العشاء الشهريّ، الذي تحكي خلاله كلٌّ منهنّ تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِها:فتحيَّة تخشى الصورةَ المُعلَّقة، وسارة تدفنُ شتائمَ جدَّتها، ونوف تمنعُ جسدَها من التفتُّح، أمَّا ربيعة فلا تتخلّى عن الركض أبدًا. تهاني لا تحبُّ بناتها السارقات، وريّا الفلّاحة لم ترسل الدمعَ في وداع "الخِصْب"، بينما عليا تُخبِّئ رسائلَ آليخاندرو وآنا كرستينا، وزبيدة ترفضُ أن تجفَّ بئرُها. وحده الحكيُ يخفِّف الآلامَ والبؤس، ويحوِّلهنّ إلى سيِّداتٍ جميلاتٍ ومُدهشات.هدى حمد: كاتبة عُمانيَّة، صدرتْ لها ثلاثُ مجموعات قصصيَّة، وروايتان، آخرهما رواية التي تعدّ السلالم، عن دار الآداب، في إطار "محترف نجوى بركات"....هدى حمد، حازت عن أول رواياتها "الأشياء ليست في أماكنها" المركز الأول في مسابقة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة جمعية الكتاب والأدباء كأفضل إصدار لعام 2009..."في حكاية "سندريلا" تأتي الجنية الطيبة وتساعد البطلة في أن تعيش ساعات معدودات خارج عالمها الكئيب، شريطة أن تعود قبل منتصف الليل.تستعير "هدى حمد" من الحكاية الشعبية هذه الفكرة، وتؤسس بها عالم روايتها الثالثة "سندريلات مسقط"، مانحةً ثماني سيدات فرصة أن يعشن عدة ساعات خارج روتينهن المنزلي المعتاد والقاسي ليلةً واحدة في كل شهر." رصيف22.."تلك روايةٌ تشتّت مواضيعها، وتآلفت مقاصدها، وجمع أحداثَها وشخصيّاتها التحوّل وفق مستويات متعدّدة، هي روايةٌ تحوي نظرا ورؤيةً في طرق السرد، وفي ما يُمكن أن تسكت عنه المرأة وهي مدركة له، الحكايةُ داخل الرواية هي متنفّس المرأة وباعثها على التحليق والتجرّد من أعباء الحياة بتفاصيلها الجميلة أو المؤرقة" القدس العربي..."هكذا، وبأسلوب يجمع السرد الواقعيّ، البطيء والهادئ، كما هي طبيعة الحياة العُمانيّة، ولكن الغرائبيّ حدّ الفانتازيا، تقدّم لنا الكاتبة حكايات مجموعة السندريلّات هذه؛ فتحية، سارة، نوفة، تهاني، ريّا، زبيدة، عليا، وربيعة. حكاياتهنّ التي هي حكايات المجتمع في تحوّلاته، الإيجابيّة منها والسلبيّة. وذلك كلّه، في عمل يجمع أسلوب السرد التقليدي، إلى لغة البوح والمونولوجات الداخلية، فضلًا عن التصوير المشهديّ، واللقطات الشاعريّة." عمر شبانة، العربي الجديد.