يتناول هذا الكتاب المسألة الإسلامية، أي الأسئلة الأخلاقية والفكرية والسياسية التي يثيرها وضع الإسلام في العالم المعاصر. ويحاول فتح الإسلام للتفكير والنظر والمساءلة، أو تحويله إلى موضوع ثقافي. وذلك اعتراضاً على القطيعة بين الإسلام والتفكير النقدي الحديث والمعاصر.وبينما تصدر مواد الكتاب عن مقدّمات وانحيازات علمانية، لم يجامل الكات...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب المسألة الإسلامية، أي الأسئلة الأخلاقية والفكرية والسياسية التي يثيرها وضع الإسلام في العالم المعاصر. ويحاول فتح الإسلام للتفكير والنظر والمساءلة، أو تحويله إلى موضوع ثقافي. وذلك اعتراضاً على القطيعة بين الإسلام والتفكير النقدي الحديث والمعاصر.وبينما تصدر مواد الكتاب عن مقدّمات وانحيازات علمانية، لم يجامل الكاتب طروحات علمانية رائجة، تبدو له وجهاً آخر لطروحات الإسلاميين الأكثر تشدّداً.يطوّر المؤلف فهماً تاريخياً للإسلام المعاصر النافي لتاريخيته. ويعتبر أنه متشكّل وفقاً للحداثة، وإن كان معترضاً عليها أيديولوجيا. ويظهر كم أن مشكلات الإسلام المعاصر وثيقة الصلة بمشكلات المسلمين المعاصرين الاجتماعية والسياسية، وإن كانت لا تختزل إليها بالكامل.ويخترق الكتاب همٌّإصلاحي. يدافع بقوة عن حرّية الاعتقاد الديني باعتبارها شرطاً لقيام مفهوم الدين ذاته، وبالتالي لاتساق العقل. ويزكّي تصوراً غير مألوف للإصلاح الإسلامي، قائماً على تحرير ووحدة السلطة الدينية الإسلامية وتقويتها، مقابل تبعثرها الحالي وتبعيتها للسلطات السياسية. كما يبلور مفهوماً للعلمانية بوصفها فصلاً للدين عن السيادة، أي الإكراه والولاية العامة، وليس عن السياسة ذاتها.