هذه القصص- من الغرب- تحمل مذاقا ونكهة لمدرسة في الكتابة الإبداعية قيل إنها انقرضت أو أنها ينبغي أن تنقرض: إنها مدرسة النظر إلى الواقع مباشرة مع افتراض عدم وجود حواجز يضعها ذهن الناظر بين عينيه وبين الحقيقة الظاهرة التي ينظر إليها.. حتى العناصر التي تخرج من الذاكرة الفردية، أو من التراث- ذاكرة الأمة- تبدو- بالكتابة هنا- كأنها جزء...
قراءة الكل
هذه القصص- من الغرب- تحمل مذاقا ونكهة لمدرسة في الكتابة الإبداعية قيل إنها انقرضت أو أنها ينبغي أن تنقرض: إنها مدرسة النظر إلى الواقع مباشرة مع افتراض عدم وجود حواجز يضعها ذهن الناظر بين عينيه وبين الحقيقة الظاهرة التي ينظر إليها.. حتى العناصر التي تخرج من الذاكرة الفردية، أو من التراث- ذاكرة الأمة- تبدو- بالكتابة هنا- كأنها جزء من ظاهر الواقع، لا من أعماقه.. ومحمد زفزاف هو أحد آخر الكتاب العرب الذين لا يحافظون فقط على تراث هذه المدرسة، وإنما هو أحد القلائل من أبنائها القادرين على إثبات قدرتها على أن تظل حية، ترفد أدبنا بنوع أصبح نادراً في الجمال ومعه الإحساس بالحقيقة، ومن الإدراك المأسوي لوضع الإنسان البسيط في عالم قاس ومعقد ومستعص على الفهم وإن لم يصعب تصويره.