الفقه: كتاب النظافة

النظافة واجب شرعي ومظهر حضاري وضرورة حياتية ملحة على بني البشر كافة، وقد قال رسول الله صلى الله غليه وسلم " النظافة من الإيمان " وقد تنبه العالم في الوقت الحاضر إلى هذا الأمر، وكرسوا له الكتب والمؤتمرات والمحاضرات والوزارات كوزارة البيئة والطب وبعض شؤون البلدية وما شابهها إذ هي جميعها تصب في مصب النظافة، إذ هي تهتم بأمور النظافة ومتعلقاتها على صعيد البيئة وعلى الصعيد العام. إلا أن الإسلام حض على النظافة وكان السباق إلى مراعاة النظافة على الصعيدين أيضاً، حيث تعتبر النظافة ركن من أركان العبادة ( الوضوء ) وإحاطة الأذى عن الطريق من الإيمان أيضاً. والحضارة الحديثة والعلماء الكبار يشعرون اليوم بضرورة تطبيق تلك المبادئ والقيم التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ما يزيد عن 14 قرناً ويسعون لتطبيقها على أرض الواقع من أجل سلامة الإنسان وبيئته. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب في فقه النظافة، وهو جزء من الموسوعة التي أعدها الإمام الشيرازي والتي بلغت 150 مجلداً في مختلف نواحي الحياة حيث أن الفقه الإسلامي يستوعب كل الحياة ويعطي الحكم الشرعي فيها. هذا وإن البعض ليتصوروا أن النظافة إنما هي من باب الآداب والسنن، أو الآداب الشخصية فقط، ولكن الإمام الشيرازي إستطاع وفي الأدلة الأربعة ( القرآن والسنة والإجماع والعقل ) إستنباط عمومية أدلة النظافة وشموليتها لجميع جوانب الحياة في المسائل السياسية والإقتصادية وما شابهها. فإبتداء من المسائل الشخصية حيث ضرورة الإغتسال والإستحمام والوضوء والطهارة من النجاسات إلى السواك والتطيب والمظهر الخارجي واللباس وقص الأظافر وما شابه ذلك...ومروراً ببقية نواحي الحياة كافة...إعتباراً من أصغر القضايا الحياتية وإلى أكبر القضايا الإجتماعية. فمن الفرد إلى الأسرة ومن ثم المجتمع والدولة...ومن المجتمع الدولي وجميع المعاملات الإنسانية في القوانين والدساتير إلى الحريات الخاصة والعامة، حتى في الحرب ومختلف جوانبها وتشعباتها...وإستدل على ذلك بآيات كريمة وروايات شريفة تدل على تأكيد الإسلام على النظافة في الحياة العامة والخاصة ويأتي ذلك كل في هذا الكتاب الذي يقدم للقارئ مجموعة من مسائل النظافة بالمعنى الأعمى...ذكرها الإمام الشيرازي وبيّن أحكامها الفقهية الشرعية.