يتصدى "أبراهام بورغ" الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي والوكالة اليهودية وأحد أبرز القادة السابقين في حزب العمل، في هذا الكتاب، لعملية تفكيك "شيفرة" الواقع الإسرائيلي في صيرورته الحالية، وفي سباق ذلك فإنه ينتقد، أساساً، كون المحرقة النازية (الهولوكوست) تحدِّد شكل التصرفات والتفكير والإستخلاص، وفي آخر المطاف تصوغ هوية إسرائيل برمّ...
قراءة الكل
يتصدى "أبراهام بورغ" الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي والوكالة اليهودية وأحد أبرز القادة السابقين في حزب العمل، في هذا الكتاب، لعملية تفكيك "شيفرة" الواقع الإسرائيلي في صيرورته الحالية، وفي سباق ذلك فإنه ينتقد، أساساً، كون المحرقة النازية (الهولوكوست) تحدِّد شكل التصرفات والتفكير والإستخلاص، وفي آخر المطاف تصوغ هوية إسرائيل برمَّتها؛ ويقول إنه يتم إستغلال ذكرى الضحايا كمبِّرر للسياسة الإسرائيلية عامة، ولسياسة التهجير والإحتلال والقمع في فلسطين خاصة؛ ويكتب أنَّ "كلَّ شيء مسموح، لأنَّنا عانينا من المحرقة، ولا يجوز لأحد أن يقول لنا ما يجب علينا فعله"، ويضيف أنَّ "كلَّ شيء يبدو لنا خطراً، كما أنَّ تطوّرنا الطبيعي بصفتنا شعباً جديداً ومجتمعاً جديداً ودولة حديثة قد توقَّف". من خلال الإشارة إلى الماضي المتمركز من حول المحرقة يتم في الوقت الحاضر الحفاظ على الشعور بالتهديد المستمر، على الرغم من أنه لم يعد ثمة ما يبرِّره منذ فترة طويلة، وحتى لو أن سياسة الرئيس الإيراني، محمود أحمد نجاد، تمثِّل مشكلة خطرة في الوقت الحالي، مثلما يقول، فإنَّ المقارنة بينها وبين ما حدث في العام 1938، والتي يتم الإلتجاء إليها من طرف بعض السياسيين، مثل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، تشكل في واقع الأمر إساءة غير مشروعة إلى ذكرى المحرقة. كما يرى أنَّ إسرائيل اليوم موجودة حيث كانت ألمانيا في نهاية فترة جمهورية فايمار؛ أي دولة قوموية وذات نزعة عسكرية وأسيرة صدمة قومية تحول دون التوجّه من غير تحفّظات نحو المستقبل، ويرى كذلك أنَّ ما كانت تمثِّله معاهدة فرساي في ألمانيا، يتجلى في المحرقة في إسرائيل، فمثلما تم هناك كذلك يتم هنا تحديد الهوية الخاصة بمعزل عن الآخرين.