إذا ما أردنا أن ندرك بصورة صحيحة، أهمية ظاهرة ما من ظواهر الأدب الكلاسيكي، البارزة في عصرنا هذا، لابد لنا من تقويم هذه الظاهرة لا في ضوء المسائل الحيوية لذلك العصر التاريخي الماضي بالنسبة لنا، حيث برزت الظاهرة فحسب، بل لا بد من تقويمها أيضاً، في ضوء تاريخ البشرية اللاحق وحتى يومنا هذا. هناك أعمال أدبية كثيرة وأدباء كثيرون استقبل...
قراءة الكل
إذا ما أردنا أن ندرك بصورة صحيحة، أهمية ظاهرة ما من ظواهر الأدب الكلاسيكي، البارزة في عصرنا هذا، لابد لنا من تقويم هذه الظاهرة لا في ضوء المسائل الحيوية لذلك العصر التاريخي الماضي بالنسبة لنا، حيث برزت الظاهرة فحسب، بل لا بد من تقويمها أيضاً، في ضوء تاريخ البشرية اللاحق وحتى يومنا هذا. هناك أعمال أدبية كثيرة وأدباء كثيرون استقبلوا بحماسٍ كبير من قبل معاصريهم (وأحياناً من قبل الجيل الذي أتى بعدهم)، لكن مجدهم كان عابراً، سريع الزوال، ولا يحظون لدينا الآن بذلك الاهتمام الكبير الذي حظوا به لدى قرائهم الأوائل. وعلى العكس من ذلك، ثمة كتاب عظام، وأدباء بارزون كانت أهميتهم تزداد وتتعاظم مع مرور الزمن، ولم تنكشف للإنسانية عظمتهم وعبقريتهم بصورة كاملة، إلاّ في الأفق التاريخي الرحب لعصرنا هذا. ودوستويفسكي بلا شك، واحد من هؤلاء الكتاب والمفكرين العظام. وينعكس بصورة مباشرة، في المجالات والمناقشات الجارية حول دوستويفسكي وفي ما يُقدّم له من تفسيرات وتأويلات ينعكس فيها صراع القوى الاجتماعية الرئيسة والاتجاهات الأيديولوجية المعاصرة.