يشير الكتاب إلى أن مقاربته للتكوين جاءت خارج الطقوس السائدة ومظاهرها. فهل حقا جاءت المقاربة خارجة عن الطقوس؟يبدو الأمر كذلك، من خلال ما يكشفه المؤلف عن مستور «مؤسسات التكوين» وما طرأ عليها من متغيرات واقتحمها من مفاهيم تأرجحت بين مضامينها وبين الواقع المتحرك الذي تعمل فيه. ففي المتن أربعة فصول ازدحمت بمناقشة مسهبة وتحليل لمفهوم ...
قراءة الكل
يشير الكتاب إلى أن مقاربته للتكوين جاءت خارج الطقوس السائدة ومظاهرها. فهل حقا جاءت المقاربة خارجة عن الطقوس؟يبدو الأمر كذلك، من خلال ما يكشفه المؤلف عن مستور «مؤسسات التكوين» وما طرأ عليها من متغيرات واقتحمها من مفاهيم تأرجحت بين مضامينها وبين الواقع المتحرك الذي تعمل فيه. ففي المتن أربعة فصول ازدحمت بمناقشة مسهبة وتحليل لمفهوم التكوين ومقاربته لأزمات ما قبل تكوين المعلّمين وقضايا تكوينهم وحالتهم الذهنية بعد التخرج. لا شك أن التوطئة حاذت عن الطقوسية، إذ تضمنت دعوة صريحة إلى قراءة النص قراءة بلا عقد، لِمَ لا والبحث اتكأ على انطباعات المؤلف الذاتيّة المتسمة بالفضول الناقد حين يعاين الحالات المتكرّرة الحدوث، إضافة إلى خبرته الممتدة داخل النظام التعليميّ العربي، مشيرا إلى أن هذه الانطباعات، ربما تكون مثار جدل عند المتمسكين بتقاليد المنهجيّة الجامعيّة الكلاسيكية الجامدة كأداة لقراءة الواقع، مشددا على أن تلك المنهجيّة قد تبدو علميّة في ظاهرها لكنها في الواقع غير ذلك تماما، لماذا؟ لأنها كما وضح طبقت على معطيات غير صحيحة وهدفت إلى تلميع صورة المؤسّسة أو النظام أو تقديم خدمة مفصلة تحت الطلب فأعطت في ضوء ذلك نتائج مغلوطة.يسعى المؤلف إلى إقناع القارئ، بأهمية مهارة القراءة في «تكوين المعلّمين»، إذ يجد أنه من الصعب مباشرة أفعال التكوين قبل ضمانة أهليّة المكوَّن والطالب - المعلم للقراءة المرنة، فالقراءة برأيه ليست مهارة نفس حركيّة، بقدر ما هي استعداد فكري ومرونة ذهنيّة، إذ لن يجيد القراءة من يكون انتقائيا يقبل ببعض أشكال الكتابة ويرفض بعضها الآخر، أو من لا يتحمّل إلا الفكر المصاغ بقوالب محدّدة مسبقا.