تأخذنا دانييل ستيل – الكاتبة الشعبية الأولى في أمريكا - على ظهر أكبر السفن الشراعية الحديثة وأكثرها ترفا، لنمضي مع "كوين ثومبسون" رجل الأعمال الثري الذي تقاعد قبل عام واحدٍ أوقاتا مليئة بالحزن والقلق والحسرة وخيبة الأمل، فنبحر معه في سفينته المستأجرة لمدة ثلاثة أشهر بين ميناء وآخر على شواطئ أوروبا الممتدة بين ايطاليا و النرويج. ...
قراءة الكل
تأخذنا دانييل ستيل – الكاتبة الشعبية الأولى في أمريكا - على ظهر أكبر السفن الشراعية الحديثة وأكثرها ترفا، لنمضي مع "كوين ثومبسون" رجل الأعمال الثري الذي تقاعد قبل عام واحدٍ أوقاتا مليئة بالحزن والقلق والحسرة وخيبة الأمل، فنبحر معه في سفينته المستأجرة لمدة ثلاثة أشهر بين ميناء وآخر على شواطئ أوروبا الممتدة بين ايطاليا و النرويج. في رحلة لا مقصد لها فهو لا يريد الرسو ولا بلوغ بلد بعينه. وهو إذ يسافر وحيدا على ظهر هذا القارب العملاق كان يهرب من نفسه ليعالج روحه من جرح أليم سببه وفاة زوجته "جين" المفاجئ بالسرطان. فهو لم يكن قد وجد الوقت ليستمتع برفقتها فإذ بالمرض يباغتها ولا يترك له إلا وقتاً قليلا لوداعها. ومع أنها سامحته من كل قلبها فقد كان يراها في المنام كل ليلة تناديه ليبقى معها ويكف عن السفر وراء أعماله، وهذا ما لم تظهر له أثناء حياتها بل ما كانت تظهر إلا الحب والعطف والود. وكانت تشعر بالحرمان منه لكنها تسامحه دوما على ابتعاده عنها وهي سعيدة بنجاحاته، تعوض حرمانها منه برسائل و قصائد تكتبها له و تحتفظ بها في صندوق عزيز عليها لم يتح لزوجها رؤية ما بداخله إلى أن ماتت.كان هذا الصندوق رفيق كوين ثومبسون في ليالي سفره الطويلة على ظهر المركب الشراعي مع النشيج والبكاء على حب لم يقدره أبدا حينما كانت زوجنه حية ومما زاد من ألمه مقاطعة ابنته الوحيدة أليكس له ورفضها لزيارته لها و ردها عليه بالهاتف بكل البرود و السلبية إن ردّت عليه أصلا. ذلك أن أليكس لم تسامح أباها أبدا على إهماله لها في طفولتها وإخفائه خبر مرض أمها عنها حتى إذا أدركتها قبل وفاتها بيومين وجدتها تحتضر و بالكاد تستطيع أن تتكلم.