أتي هذا الكتاب في وقت تشتد فيه حاجة المكتبة الإعلامية إلى المزيد من البحوث والدراسات العربية في هذا المجال، فبالرغم من أن بلادنا عرفت الصحافة المطبوعة منذ ما يربو على قرنين من الزمان. وعرفت الإذاعة الصوتية منذ أكثر من نصف قرن.. ويزيد عمر الإذاعة المرئية "التليفزيون" على ربع قرن. إلا أن الدراسات والبحوث العربية في هذه المجالات وم...
قراءة الكل
أتي هذا الكتاب في وقت تشتد فيه حاجة المكتبة الإعلامية إلى المزيد من البحوث والدراسات العربية في هذا المجال، فبالرغم من أن بلادنا عرفت الصحافة المطبوعة منذ ما يربو على قرنين من الزمان. وعرفت الإذاعة الصوتية منذ أكثر من نصف قرن.. ويزيد عمر الإذاعة المرئية "التليفزيون" على ربع قرن. إلا أن الدراسات والبحوث العربية في هذه المجالات وما يتصل بها من فنون متعددة ومتنوعة لا زالت قليلة بكل المقاييس، وخاصة إذا ما أدخلنا في الحسبان اعتبارين هامين هما: 1-نمو واتساع مجال الدراسات الإعلامية الأكاديمية والمهنية في العالم العربي. 2-الاتجاه إلى التخصص الدقيق في هذه الدراسات على المستويين الأكاديمي والمهني.بالنسبة للاعتبار الأول.. وهو الخاص بنمو واتساع مجال الدراسات الأكاديمية والمهنية في العالم العربي، فيتأكد ذلك بما نراه اليوم من أقسام متخصصة للفنون الإعلامية، وما نراه من كليات ومعاهد متخصصة أنشئت لهذا الغرض في أنحاء شتى من بلادنا فلا يكاد بلد عربي يخلو من وجود كلية أو معهد أو قسم للدراسات الإعلامية الآن "باستثناء الكويت وسوريا" فقط، ولعلهما يفكران هذه الأيام في إنشاء وإدخال هذا النوع من الدراسة ضمن مناهج الجامعة فيهما.أما الاعتبار الثاني والخاص بظهور الحاجة إلى التخصصات الدقيقة في فنون الإعلام، فإن ذلك جاء مرتبطاً بطبيعة هذه الفنون والتطور الخطير الذي شهدته تكنولوجيا الاتصال عامة ووسائل الإعلام على نحو خاص، وعلى ذلك أصبحت دراسات الإعلام في أشد الحاجة إلى وجود المتخصصين في فنونه الدقيقة المتعددة.ثم جاءت دراسات الرأي العام وبحوث الجماهير وفنون الدعاية والعلاقات العامة لتضيف المزيد من التخصصات والفنون التي تحتاج إلى المتخصصين والخبراء، وأنشئت لدراستها المعاهد والأقسام المتخصصة في عدد من جامعات الغرب بالذات.إننا لو ننظر إلى واقع الدراسات الإعلامية والبحوث العربية على ضوء هذين الاعتبارين، لأدركنا على الفور مدى حاجتنا الماسة إلى مزيد من الجهد والعمل في هذا المجال، إذ لا زالت المكتبة العربية –رغم كل الجهود المخلصة التي بذلت بالفعل- في حاجة متزايدة إلى جهد الباحثين والدارسين.ومن هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب عن فنون وخصائص الخبر في الراديو والتليفزيون..وهو يتضمن خلاصة خبرت المؤلف العملية في مجال الإعلام دارساً وأستاذاً وممارساً.أما عن محتويات هذا البحث.. فتشتمل على عدد من الفصول يتناول كل منها جانباً من جوانب الدراسة في مجال الخبر الإذاعي من حيث فنونه وخصائصه. وقد بدأ البحث بالحديث عن الصحافة الإذاعية والصحافة المطبوعة موضحاً العلاقة بينهما وفنون وخصائص الخبر في كل منهما.. ثم تناول بعد ذلك أشكال وقوالب العمل الإخباري وفنونها وإعدادها وخصائصها، فعرض للنشرات والعروض الإخبارية بأنواعها المختلفة وكيفية اختيار الأخبار وإعدادها لهذه العروض والنشرات.. ثم تناول التعليقات الإخبارية بأنواعها وخصائصها ووظائفها.. ثم برامج الحوار والمناقشات والندوات والمجلات الإخبارية والعروض التليفزيونية وخصائصها... ثم أضفت خاتمة تطبيقية لبعض نماذج العمل الإخباري. بعد أن رأيت ضرورة أن يتضمن البحث فصلاً هاماً عن استخدام الخبر في الإذاعات الموجهة.وعلى ذلك سيجد القارئ في هذا البحث الكثير من فنون العمل الإخباري في الراديو والتليفزيون بداية من تعريف الخبر وكيفية الحصول عليه.. إلى كيفية إعداد الأخبار وتقديمها في أشكالها المختلفة.