محمود عزت، في عمله المطبوع الأول "شغل كايرو" (والعنوان من أغنية لمحمود شكوكو) و رغم العنوان الغنائي الذي اختاره، متخففاً من أعباء رنين الكلمات ومتنكباً أعباء رؤياها البسيطة وعلاقتها بمدلولات حسية تحاول ألا تبتعد عنها كثيراً.لذا لا يتعفف محمود عزت من التأكيد مثنى وثلاث أنه لا يرى مشكلة في أن يقف الشعر لوحده " فـ فراغ أبيض كثيف / ...
قراءة الكل
محمود عزت، في عمله المطبوع الأول "شغل كايرو" (والعنوان من أغنية لمحمود شكوكو) و رغم العنوان الغنائي الذي اختاره، متخففاً من أعباء رنين الكلمات ومتنكباً أعباء رؤياها البسيطة وعلاقتها بمدلولات حسية تحاول ألا تبتعد عنها كثيراً.لذا لا يتعفف محمود عزت من التأكيد مثنى وثلاث أنه لا يرى مشكلة في أن يقف الشعر لوحده " فـ فراغ أبيض كثيف / من غير وزن ولا قافية / ولا صور/ و تركيب/ و مجاز/ بيستقبل المطر على صدره/ زي ما إتخلق على الأرض/ لأول مرة "، ولا يتمنع عن دعوة "غير الهشين" إلى ألا يخافوا على اللغة العربية من العامية المصرية، ويسخر من تفعيلات البحور القديمة و"يتريق" على نقاد العبث و"الشعرا" رغم الحزن من مثلية كفافي. لكنه أيضاً لا يصمد أمام اغراء "طبقي" قديم : الفتاة التي تعزف البيانو.لكنه بالمقابل، يرسم خريطة للقاهرة، مثلما يعرفها أهلوها، حيث الحدود واضحة بين الزمالك وامبابة وشارع جامعة الدول العربية، وحيث يمكن أن نرى مناطق هجينة "جوه إمبابة/ شبه فيصل والمعادي الجديدة/ نسخة غير جيدة للمهندسين / حواليها المنيرة و الوراق والنيل والدائري". وحيث التعارض بادٍ بين المول ووسط البلد، وحيث يصبح أولاد المدارس الحكومية غرباء في هذا الأخير، مثل أبناء امبابة في الزمالك.