إذا قورن التراث الإسلامي الذي خوطب به المميزون والبالغون ومن بعدهم في مراحل العمر المختلفة بما قدّم للناشئة وبراعم المؤمنين : نجد أن ما قدّم للناشئة لا يكاد يذكر .. إلا أن الساحة لا تزال بحاجة إلى الكثير والكثير حتى تبرأ ذمم العلماء من أمانة نشر العلم وتبليغه.. وأصحاب الفطر الغضة والقلوب الرقيقة والأفئدة النقية من فلذات الأكباد ...
قراءة الكل
إذا قورن التراث الإسلامي الذي خوطب به المميزون والبالغون ومن بعدهم في مراحل العمر المختلفة بما قدّم للناشئة وبراعم المؤمنين : نجد أن ما قدّم للناشئة لا يكاد يذكر .. إلا أن الساحة لا تزال بحاجة إلى الكثير والكثير حتى تبرأ ذمم العلماء من أمانة نشر العلم وتبليغه.. وأصحاب الفطر الغضة والقلوب الرقيقة والأفئدة النقية من فلذات الأكباد : لهم حقوق علينا لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل مغمور .. وغير خاف على أحد أن الانفجار المعرفي ( في الآونة الأخيرة ) حاول بكل ما أوتي من سبل أن يشوه صورة الإسلام عامة والقرآن بصفة خاصة .. والقائمون على الإعلام من غير المسلمين أو من المسلمين المغرضين الذين هم بمثابة معاول هدم للإسلام وأهله إرضاءً لمن أجلسهم في مقاعدهم .. ولقد كان التأثير على الناشئة أشد من غيرهم ممن بلغ أشدّه أو امتد أجله إلى أرذل العمر .. ولا نغفل أثر البيئة على صغارنا أكثر من غيرهم .. ومن هذا المنطلق رأى المؤلف ( أ.د. زكي محمد أبو سريع )..أن من واجباته الدينية : أن يكتب تفسيراً مبسطاً سهلاً لأحبابنا الصغار والذين هم علماء المستقبل ورجاله إن شاء الله تعالى .. وكان من الأسباب التي دفعت المؤلف إلى الكتابة في هذا المجال ما يلي :1- التأثير السلبي – الهائل – على الناشئة من وسائل الإعلام التي لا تتقي الله تعالى فيما يبثونه على مدار 24 ساعة.2- جهل كثير من أولياء الأمور (أمور الناشئة) بما يجب عليهم نحو أولادهم.3- عقد الحياة مع كثرة مشاغلهم التي جعلت كثيراً من المثقفين ينشغلون عن متابعة ناشئتهم.4- ضعف مناهج التربية الدينية في كثير من البلدان الإسلامية إثر تدخل غير المسلمين في المناهج التعليمية عند المسلمين بصفة عامة والمناهج الدينية بصفة خاصة. والأهداف التي يسعى المؤلف لتحقيقها من خلال هذا الكتاب يمكن إجمالها فيما يلي:1. خدمة كتاب الله تعالى قدر الاستطاعة.2. المشاركة في توجيه الناشئة.3. الخروج من عهدة كتمان العلم.4. الامتثال للتوجيه النبوي « بلغو عني ولو آية ».5. وجود مرجع تفسير تربوي يناسب الصغار يرجعون إليه وقت الحاجة.وقد ذيل كل مقطع تفسيري بعدة أسئلة سهلة لتحقيق الإثارة العلمية والانتباه الديني وقد سماه « التفسير الميسر للناشئة ». وجاء في جزئين منفصلين جاء فيهما :- الجزء الأول : التفسير من سورة الفاتحة إلى سورة الأنبياء ..- الجزء الثاني : من سورة الحج إلى سورة الناس ..وهي محاولة لخدمة كتاب الله العزيز إن نقصت اليوم فقد تكتمل غداً وما ذلك على الله ببعيد.نسأل الله الحي القيوم – بديع السموات والأرض – ذا الجلال والإكرام أن يجعلنا وسائر المسلمين ممن يخدمون كتاب الله تعالى عقيدة وحفظاً وعملاً، وأن يلحقنا بإمام الأولين والآخرين – صلوات الله وسلامه عليه – وبصحبه الكرام – رضي الله عنهم – وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.