كان البلاط قد أصبح زلقاً على الرغم من جفاف الطقس؛ أكوام من سيقان الأرضيّ-الشوكيّ، وأوراق الخضار كانت تجعل الطريق محفوفاً بالمخاطر. كان يتحسّس كلّ خطوة قبل أن يخطوها. وضاع منه لاكاي في شارع فوفيلييه. ومن ليهال حتّى أروقة القمح، كانت أطراف الشارع تتمترس بحواجز جديدة من العربات. فقرّر الإحجام عن المقاومة، لقد استعادته سوق ليهال، وج...
قراءة الكل
كان البلاط قد أصبح زلقاً على الرغم من جفاف الطقس؛ أكوام من سيقان الأرضيّ-الشوكيّ، وأوراق الخضار كانت تجعل الطريق محفوفاً بالمخاطر. كان يتحسّس كلّ خطوة قبل أن يخطوها. وضاع منه لاكاي في شارع فوفيلييه. ومن ليهال حتّى أروقة القمح، كانت أطراف الشارع تتمترس بحواجز جديدة من العربات. فقرّر الإحجام عن المقاومة، لقد استعادته سوق ليهال، وجرفَه التيّار مرّةً أخرى. وصل ببطء، ووجد نفسه عند ناصية شارع سانت أوستاش.ثمّ راح يستمع لصوت المسيرة الطويلة التي تنطلق من ليهال. باريس تهيّئ اللُّقَيمات لِمليونَي نسمة هُم سكّانها. كان ذلك كمثْلِ قلبٍ هائلٍ ينبض بشكل مخيف، ويضخّ دم الحياة في كلّ الشرايين. جعجعة فكّين عملاقين، ضجيج تحدثه جلبة التزوّد بالمؤن، من ضربات سياط البائعين بالجُملة، المنطلقين نحو الأسواق الصغيرة في الأحياء حتّى دبيب خِفاف السيّدات الفقيرات اللّائي يمررن من بابٍ إلى بابٍ يعرضن الخضروات في سلال.