الكتاب من تحقيق جلال الجهاني.بين يدينا كتاب "الخصال الصغيرة" لأبي يعلى البصري المعروف بابن الصواف، وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه كتاب لطيف في بابه متميز في أسلوبه فريد في طريقته، جمع على اختصاره أبواب الفقه المالكي بين دفتيه، مجملاً القول تارة، كقوله: (ما ينقض الوضوء أربعة أشياء...) و(النية: هي القصد، ولا تصح قربة إلا بها. ...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق جلال الجهاني.بين يدينا كتاب "الخصال الصغيرة" لأبي يعلى البصري المعروف بابن الصواف، وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه كتاب لطيف في بابه متميز في أسلوبه فريد في طريقته، جمع على اختصاره أبواب الفقه المالكي بين دفتيه، مجملاً القول تارة، كقوله: (ما ينقض الوضوء أربعة أشياء...) و(النية: هي القصد، ولا تصح قربة إلا بها. ولكل طاعة معنى يخصها)- ومفصلاً تارة أخرى، كقوله: (للنوم تسعة أحوال...) وقوله: (باب الاغتسال، وهي ستة عشر غسلاً، وكل ذلك في عبارة جزلة وأسلوب واضح سهل.وهو كتاب من إنتاج المدرسة العراقية، والمدرسة العراقية هي وليدة مدرسة المدينة، غير أ، منهجها الفقهي تأثر بالبيئة الفقهية في العراق، والتي كان منهج مدرسة أهل الرأي السائد فيها والمتغلب ونتيجة لهذا التأثير تميزت مدرسة العراق المالكية بميلها إلى التحليل المنطقي للصور الفقهية والاستدلال الأصولي، وذلك بإفراد المسائل وتحرير الدلائل على رسم الجدليين وأهل النظر من الأصوليين، وهو المنهج الذي يشار إليه عند المالكية المتأخرين بطريقة العراقيين، ويمثلهم في ذلك القاضي إسماعيل، والقاضي أبو الحسن بن القصار، وابن الجلاب ونظراؤهم من أفذاذ العلماء المالكيين العراقيين.