محاسبة التكاليف في المجال الإداري 1-2

نبذة النيل والفرات:برزت محاسبة التكاليف كعلم جديد في مجال البحث العلمي عقب التطور الصناعي الذي لحق بالصناعة في العصر الحديث، وما ترتب عليه من تكوين الشركات الصناعية الضخمة ذات الإنتاج الكبير مما أدى إلى تطور نواحي البحث العلمي المتعلق بإدارة الوحدات الصناعية الجديدة. ويستطيع الباحث أن يستقرئ ارتباطاً وثيقاً بين تطور محاسبة التكاليف، وتطور الإنتاج الصناعي وتعقد مشاكله.وقد ترتب على هذا التطور أن تحددت أهداف جديدة لمحاسبة التكاليف تختلف اختلافاً بيناً عن الأهداف التقليدية للمحاسبة المالية، من تحديد العلاقات القانونية التي تنشأ بين المنشأة والغير، وتنحصر الأهداف الجديدة للتكاليف في خلق أداة إدارية مهمتها مد الإدارة العليا بالبيانات والمعلومات التي تستخدمها في قيادة وتوجيه الأفراد الذين يعملون بالمشروع.ولكي تتفرع الإدارة العليا لمواجهة المشاكل المختلفة التي تنشأ من الاحتمالات غير المنتظرة التي لا تخضع للإجراءات الروتينية أخذت في تطبيق أسس الإدارة والتنظيم والتي بمقتضاها تنازلت الإدارة عن جزء من سلطاتها لما يليها من مستويات إدارية أخرى تاركة لها مهمة التنفيذ وأبقت لنفسها بالمهمتين الرئيسيتين، وهما التخطيط والرقابة. ولا توجد أداة أصلح من محاسبة التكاليف لتقوم بدور الأداة الإدارية المطلوبة وذلك لما تتميز به إجراءاتها من خصائص لا نجد في المحاسبة المالية ومن هنا يتضح لنا مدى ارتباط أهداف وإجراءات محاسبة التكاليف الوظيفية الإدارية.في هذا الإطار العام تأتي الدراسة الأكاديمية التي يحتويها هذا الكتاب والتي نحى فيها المؤلف اتجاهاً جديداً وهو دراسة التكاليف من وجهة النظر الإدارية لما لها من ارتباط وثيق بمهام الإدارة إلى جانب اهتمامه بشرح الإجراءات الفنية الخاصة بمحاسبة التكاليف. وقد تطلب منه الكتابة في هذا الموضوع إلى تقسيم هذا البحث إلى سنة أقسام رئيسية تظهر في جزئين مستقلين، ضمن الجزء الأول الأقسام الثلاثة التي تتناول أساسيات علم التكاليف وإجراءاته الفنية والتطبيقية وخصص الجزء الثاني لتناول كيفية استخدام التكاليف في مجالات الرقابة والتخطيط واتخاذ القرارات الإدارية.