"هنا ثلاث نساء عراقيات، يبحثن في وطن الأحلام، واحدة انتهى بها العمر في أرضه، وواحدة تبكي كل ما ضاع من أرضه، وواحدة لم تعد تبحث عن شيء في ارضه" بهذه الكلمات يمكن أن نختصر رواية، بلا سطآن، للإعلامية العراقية "سلوى جراح".تتخذ الروائية من حكايات ثلاث نساء عراقيات هربن من بلادهن إلى البلد الذي كان يستعمر وطنهن في السابق، بريطانيا، أن...
قراءة الكل
"هنا ثلاث نساء عراقيات، يبحثن في وطن الأحلام، واحدة انتهى بها العمر في أرضه، وواحدة تبكي كل ما ضاع من أرضه، وواحدة لم تعد تبحث عن شيء في ارضه" بهذه الكلمات يمكن أن نختصر رواية، بلا سطآن، للإعلامية العراقية "سلوى جراح".تتخذ الروائية من حكايات ثلاث نساء عراقيات هربن من بلادهن إلى البلد الذي كان يستعمر وطنهن في السابق، بريطانيا، أنموذجاً للحديث عن الإغتراب الذي يعانيه الإنسان العربي على الرغم من وجود الأمان والحرية والعلم والطبابة. المهندسة "جمانة" من أصل فلسطيني، "حفظت عن ظهر قلب المحاضرة المكررة عن أن الفلسطيني ليس أمامه إلا ان يتعلم، وان العلم هو ثروته الوحيدة وجواز مروره إلى العالم، بعد أن فقد بلده وكل ما يقدمه الوطن من استقرار ومكانة وجذور". لذلك تردد والدها طويلاً قبل ان يوافق على زواجها من تاجر السجاد "رضا" الذي لم يتم دراسته لاضصراره إلى رعاية أمه وإخواته بعد وفاة والده. تهرب هذه العائلة من بغداد بعدما رفض رضا فكرة أن تصل سيارة من القصر الرئاسي لتصادر متجره، مما يعني في نظره أن الوطن كله أصبح مصادراً. وحين يموت زوجها ويدفن في لندن، تعرف جمانة أن صفحة العراق طويت إلى الأبد.أما "بلقيس" صديقة جمانة فتفقد أحد ولديها في الحرب مع إيران، فتهرب إلى لندن مع زوجها عبد القادر وابنها الذي خافت ان تأخذه منها الحروب... أما "خلود" المرأة الثالثة، فزوجة عادل المحامي الذي يكبرها بكثير، والذي تحدث عائلته حين تزوج منها وهي دون مرتبته الأجتماعية فهرب الزوجان إلى لندن بعد الضجيج الذي أثاره الزواج، وغضب العائلة البرجوازية، لكن خلود حين صارت في ستينات عمرها تقرر العودة لتتعرف إلى العراق الذي غادرته صبية. وعلى الرغم من ممانعة زوجها وصديقتها، ترجع إلى وطنها حيث تقضي بانفجار سيارة مفخخة.وهكذا تتعدد أسباب الهجرة لدى المواطن العربي ولكن النتيجة واحدة، تختلف الأزمنة والأنكنة والجنسيات لكن هناك ما يجبر الناس على الرحيل فإما أن يكون تمييز طبقي أو حكم ديكتاتوري أو حرب مع عدد خارجي والمواطن هو من يدفع الثمن في النهاية.. وليس الحكومات....