على القارئ أن يعرف منذ البداية أن مؤلف هذا الكتاب ينتمي إلى التقليد المسيحي الشرقي. والتوجيه الروحي قد وُلد في الشرق المسيحي وكان له تأثير كبير على روحانية الكنائس الشرقية. غير أن هذا الكتاب قد كتب لمنفعة المسيحيين الغربيين (كاثوليك وبروتستانت). الشرقيين (المنتمين إلى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية).على القارئ أن يدرك أيضاً بنية هذ...
قراءة الكل
على القارئ أن يعرف منذ البداية أن مؤلف هذا الكتاب ينتمي إلى التقليد المسيحي الشرقي. والتوجيه الروحي قد وُلد في الشرق المسيحي وكان له تأثير كبير على روحانية الكنائس الشرقية. غير أن هذا الكتاب قد كتب لمنفعة المسيحيين الغربيين (كاثوليك وبروتستانت). الشرقيين (المنتمين إلى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية).على القارئ أن يدرك أيضاً بنية هذا البحث والذي يعكس التوجيه الروحي في جوهر طبيعته وممارسته نفسيهما. فالتوجيه الروحي، منذ البداية، هو خدمة ministry، خدمة تتطلب فهماً لتاريخها الخاص، تطبيقاً دقيقاً للاهوت واستيعاباً لعلم النفس. وهذه الأمور الثلاثة تتجسّد في منهجية عملية ملموسة.إن معنى هذه الكلمات الأربع: الفهم والتطبيق وعلم النفس والمنهجية هي التي تشكل الإطار العام لهذا الكتاب. حيث يدخلنا الفصل الأول إلى الوجه التاريخي "للطبيب الروحي" الذي مارس هذه الخدمة وكانت غايته مصالحة المسترشد مع الله ومع قريبه. ويتعمق بنا الفصل الثاني في تاريخ شخصية "الشيخ" أي الأب الروحي أو "المرشد" كي نكتشف الملامح الرئيسية لهذه الخدمة عبر التاريخ. وفي الفصل الثاني نضطلع على معنى "التوجيه الروحي" محتواه الروحي، حذورة اللاهوتية. أما الفصل الرابع فخصص لتعريفنا على محتوى التوجيه الروحي التوجيهي.