مأساة من مآسي الحرب تجري أحداثها ليس على أرض الوطن اللبناني ولكن في قلب الحضارة والتقدم، الصراع بين الحضارة، العصيان على التقاليد، والانتماء إلى هوية وطن جديد تحمل بين طياتها تقاليد جديدة وآراء متحضرة وأفكار تطلّ على الحضارة وتترك وراءها الدين والقيم.قصة تحاكي واقع حياة الكثير من اللبنانيين في بلاد المهجر لم تعايشها الكاتبة بذات...
قراءة الكل
مأساة من مآسي الحرب تجري أحداثها ليس على أرض الوطن اللبناني ولكن في قلب الحضارة والتقدم، الصراع بين الحضارة، العصيان على التقاليد، والانتماء إلى هوية وطن جديد تحمل بين طياتها تقاليد جديدة وآراء متحضرة وأفكار تطلّ على الحضارة وتترك وراءها الدين والقيم.قصة تحاكي واقع حياة الكثير من اللبنانيين في بلاد المهجر لم تعايشها الكاتبة بذاتها وإنما حاولت من خلالها إلقاء الضوء على واقع مرير وقصص حقيقية عاشها أناس آخرون. كشفت الكاتبة في القصة عن مأساة تشتت العائلات بعد هجرتها من الحرب والدمار إلى أرض جديدة طمعاً في الاستقرار وراحة الباب حيث لا قصف ولا تعصب أو تفرقة. كل شيء في حياة العائلة كان يوحي بالسعادة والهناء فلماذا انكشف الحزن؟الخطر الداهم على وشك أن ينقض على العائلة فالزوج بعيد يبحث عن المال لإتراف العائلة ورفع حالتها الاقتصادية ونسي أنه سياج الأمان للعائلة. أم الأم فتعيش صراع مع الواقع، والحنين إلى الماضي. هذا كله كان سبباً في عصيان الإبنة الكبرى (لارا) على المبادئ والتقاليد التي نشأت عليها والتي تشكل حجر الزاوية في بنيان الأسرة في المجتمعات الشرقية فتيار الحضارة الغربية قد جرف معه الصبية القادمة من بلاد الشرق فراحت تمثل الحياة الكندية في كل شيء لباسها، كلامها ومعتقداتها ولم يبق من البنت الشرقية إلا الهيكل.فما مصير هذا الدمار النفسي والضياع على الوجه الطفولي الجميل الذي امتزج به السوداء والضياع وما هو مصير العائلة ككل، الموت، الإنكار... الجواب ستجده بين طيات هذه الرواية المعبرة عن واقع حياة المهاجرين.لأن المواويل هي كل ما حفظناه، وما تشبثنا به، في بئر الذات العميقة. وهي كل ما توارثناه، من عادات وتقاليد، وقيم، جيلاً بعد جيل. هي الجذور التي لم نستطع قلعَها، أو التخلص منها، أو حتى البناء عليها، مهما كانت الظروفُ والأحوالُ، وأين ما كان المكان، فحين يبدأ الإنسانُ باستعادة موالٍ من المواويل، وترديده، فإنه يستعيدُ من خلاله حنيناً لما دُفنَ في أعماقه من أفراح وأتراح منسية، والحياة في نظري هي الرواية الكبرى التي نحياها ونكتبها بغير الكلمات. هي أصل الروايات التي يكتبها الروائيّون، فحياتي وتجاربي هي روايتي الكبرى.ومهما يكن من أمر، فإن رواية "مواويل الغربة" تتحدث عن الغربة بكل أبعادها، وعن الوطن..! فالوطن بالنسبة للبطلة "وفاء"، صورةٌ وروحٌ، وعندما يبتعد الإنسان يأخذ معه الصورة والروح، وربما مع الابتعاد تصبح الصورة أكثر لمعاناً، وإشراقاً، وتصبح الروحُ أكثر خفة وشفافية، ويبقى الوطنُ حياً في الضمير ولكن بلغة الآخر