عبر لغة شفافة مستفيدة من الشعر صياغة وتوظيفاً وتضميناً يختار القاص العراقي "جاسم عاصي" لغة التخاطر لكي تكون خير معبَر عن حال شخوص قصصه القصيرة هذه.إن ما تعكسه قصص هذه المجموعة هو نوع من تمثل الواقع الذي عاشه الأديب في تسعينات القرن المنصرم في تاريخ بلاده الإجتماعي والسياسي وما رافقه من أحداث كان لها أشد التأثير على الواقع الحيات...
قراءة الكل
عبر لغة شفافة مستفيدة من الشعر صياغة وتوظيفاً وتضميناً يختار القاص العراقي "جاسم عاصي" لغة التخاطر لكي تكون خير معبَر عن حال شخوص قصصه القصيرة هذه.إن ما تعكسه قصص هذه المجموعة هو نوع من تمثل الواقع الذي عاشه الأديب في تسعينات القرن المنصرم في تاريخ بلاده الإجتماعي والسياسي وما رافقه من أحداث كان لها أشد التأثير على الواقع الحياتي للناس. وفي هذه القصص يهتم "عاصي" بجوانية الشخصيات وعكس، رؤيتها لهذا الواقع، وتشكلها عبر هذا الإطار، فنراه يهتم بالتحليل النفسي للشخصية والأزمة التي تمر فيها، فجاءت القصص بمجموعها تحليلية لأنها تواكب الشخصية في شدة تأزمها وقلقها وما رقابة السارد الراوي هنا إلا تحقيقاً لمثل هذا المنحى من تشكل النص.ففي "صلاة الظهرة" إحدى قصص المجموعة حاول الراوي أن يزاوج سردياً بين ألم الفراق وحب الأهل والوطن، وبذلك خلق نوعاً من ممكنات تحليل الشخصية إذ نراه يهتم بالفعل ورد الفعل عند الشخصية، وبما يشكل حالة من تجسيد بنيتها وقدرتها على تشكيل الموقف الذاتي من الواقع. ففي هذا النص مؤشرات كبيرة زاخرة بالمحبة والحزن، أرض حياة البطل نتيجة فراقه لأمة يقول "...لم أقو على الإستقرار، وأنا أنظر إلى التقويم السنوي يومياً، كنت أحس أن زحف الأيام البطيء يقترب مني، كما لو أن أرضاً تنبت عشباً ينبثق تدريجياً من الأرض، وأنا أراقبه عند سقوط كل يوم، وحلوله في غابة النسيان...".تحتوي المجموعة سبعة قصص قصيرة جاءت بعناوين مختلفة هي: "رحيل آخر الرعاة"، "الموقف المغاير"، "صلاة الظهرة"، "انعكاسات"، الحصن الأخضر"، الإغتسال"، "باتجاه الصحراء".