في مرايا ساحلية يقدم أمير تاج السر نوع أدبي جديد هو مزج بين نوعين أدبيين مكرسين هما: الرواية والسيرة الذاتية، فجاء العمل –الذي بين ايدينا- بمثابة سيرة روائية أو بداية لسيرة ذاتية يعمد من خلالها الراوي إلى استحضار مادة طفولته المشهدية. فكان العمل مشهدياً يرينا الوقائع والمصائر مجتمعة، فيدخلنا بذكاء إلى أخص خصائص أبطاله الذين يستخ...
قراءة الكل
في مرايا ساحلية يقدم أمير تاج السر نوع أدبي جديد هو مزج بين نوعين أدبيين مكرسين هما: الرواية والسيرة الذاتية، فجاء العمل –الذي بين ايدينا- بمثابة سيرة روائية أو بداية لسيرة ذاتية يعمد من خلالها الراوي إلى استحضار مادة طفولته المشهدية. فكان العمل مشهدياً يرينا الوقائع والمصائر مجتمعة، فيدخلنا بذكاء إلى أخص خصائص أبطاله الذين يستخدمهم ليستعيد معهم صفحات تلك المرحلة في أوائل سبعينات القون المنصرم من تاريخ بلاده السياسي والإجتماعي ولكن بقلم إنتقادي –وموضوعي في آن معاً.ما يميز أسلوب أمير تاج السر القصصي هو تعامله مع شخوص العمل بروح مفعمة بالإنسانية، فيتواصل معهم، ويحاكي أفكارهم وآمالهم ويصور واقعهم بقدرة بارعة على اجتراح اللفظ وصوغ العبارة المشحونة بالمشاعر والرؤى، حيث يضع القارئ أمام حياة مفعمة بالضوء لدراما إنسانية حقيقية لا يتفرد فيها أحد ببطولة خارقة، الكل أبطال لإنهم جميعهم يحلمون بقدر ما يكابدون الحياة منذ ولادتهم وحتى مماتهم.في مرايات ساحلية يسجل الروائي قلقه، وكيف لا وهو المواطن السوداني المحموم بالأسى، يعيش أحلام الناس وانتكاساتهم، وخصوصاً أنه يتحدث عن مدينة بورتسودان في وطنه الأم، بكل شخوصها وحكاياتها، وضحاياها، يصل الماضي بالحاضر في سعي دؤوب نحو بقعة من ضوء علَها تنير الدرب ونفتح العقول والقلوب نحو مستقبل أفضل...