ينهج كثير من الباحثين في الاقتصاد الإسلامي نفس منهج البحث في الاقتصاد الوضعي، فيستعيرون نفس مصطلحاته في محاولة لإقامة هيكل اقتصادي إسلامي جديد يتشكل إطاره من هيكل الاقتصاد الوضعي، وفي هذا يحاول هؤلاء الباحثون إيجاد نوع من التدقيق بين ما يقرره الإسلام من أصول، وما يجري في الواقع من أمور هي نتاج منهج أو فكر يختلف بالضرورة عن المنه...
قراءة الكل
ينهج كثير من الباحثين في الاقتصاد الإسلامي نفس منهج البحث في الاقتصاد الوضعي، فيستعيرون نفس مصطلحاته في محاولة لإقامة هيكل اقتصادي إسلامي جديد يتشكل إطاره من هيكل الاقتصاد الوضعي، وفي هذا يحاول هؤلاء الباحثون إيجاد نوع من التدقيق بين ما يقرره الإسلام من أصول، وما يجري في الواقع من أمور هي نتاج منهج أو فكر يختلف بالضرورة عن المنهج أو الفكر الإسلامي، الأمر الذي يؤدي إلى تأويل متعسف، أو إلى التغاضي عن أحكام الشريعة الإسلامية.ورغم أن كتابات عديدة سبق أن تناولت الخطوط العريضة للاقتصاد الإسلامي في علاقته بالنظم الاقتصادية المعاصرة، فإننا نرى مع ذلك أن الوقت لا يزال مبكرا للاقتصار على قضية معينة بذاتها والغوص في المفهوم الإسلامي حولها، وصياغتها صياغة حديثة، لأن ذلك يقتضي الفهم الشامل للاقتصاد الإسلامي منهجا وفكرا وأسلوبا، وهو أمر لا يزال بعيدا عن كثير من المتخصصين في العلوم الاقتصادية أنفسهم.وعلى هذا الأساس، فإن موضوع هذه الدراسة سيكون محاولة طرح المنظور الإسلامي لأبرز القضايا الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة.