هذا الكتاب الذي بين يديك، تجذير للألفاظ الدخيلة في لغتنا الجميلة: كيف تسللت إليها؟ إنه تعريف علمي بالكيفية التي صارت بها تلك الألفاظ جزءًا في نسيج اللغة العربية. لا أعني الأخطاء الشائعة مما يجري على ألسنة المتحدثين وأقلام الكتاب في زماننا الحالي، إنما أعني المفردات التي أضيفت بالفعل إلى محصولنا اللغوي. نحن نستخدمها دون أن يشغلنا...
قراءة الكل
هذا الكتاب الذي بين يديك، تجذير للألفاظ الدخيلة في لغتنا الجميلة: كيف تسللت إليها؟ إنه تعريف علمي بالكيفية التي صارت بها تلك الألفاظ جزءًا في نسيج اللغة العربية. لا أعني الأخطاء الشائعة مما يجري على ألسنة المتحدثين وأقلام الكتاب في زماننا الحالي، إنما أعني المفردات التي أضيفت بالفعل إلى محصولنا اللغوي. نحن نستخدمها دون أن يشغلنا مصدرها، وكيف أضيفت إلى الرصيد اللغوي العربي. الهدف – بالطبع – ليس إزجاء وقت فراغ الكاتب، ولا تسلية القارئ، ولا حتى مجرد استدعاء المعلومة التاريخية، لكن الهدف هو التعرف إلى الألفاظ المدسوسة والدخيلة، ومحاولة وضع ألفاظ عربية مقامها. مراجعة قواميس اللغة ضروري في اللغات الحية، وهو ما يبين في الطبعات المتوالية للموسوعات وقواميس اللغة، وفي الدراسات اللغوية المختلفة. لغتنا الجميلة جديرة بهذه المراجعة التي تحاول التفرقة بين ما هو أصيل ونقي، وبين الدخيل والمدسوس، وإن فرضت متطلبات العصر ومنجزاته العلمية والتكنولوجية، ضرورة الإفادة من الألفاظ ذات الأصل الأجنبي، ليس لمجرد التوشية، ولا السعي إلى زخرف الكلام، وإنما لملاحقة خطوات التقدم في عصر العولمة.