تعزيزاً لمصالحها القومية الخاصة ينبغي على الولايات المتحدة السعي إلى إشراك إيران في حوار قد يؤدي إلى انفراج العلاقات المتوترة بل وتطبيعها. وهناك خمسة مجالات رئيسية تتقارب فيهما المصالح القومية الأمريكية والإيرانية تقارباً واضحاً، وهي تحقيق الاستقرار في العراق وأفغانستان ولبنان ومقاومة الإرهاب وتقليص تجارة المخدرات وخصوصاً الأفيو...
قراءة الكل
تعزيزاً لمصالحها القومية الخاصة ينبغي على الولايات المتحدة السعي إلى إشراك إيران في حوار قد يؤدي إلى انفراج العلاقات المتوترة بل وتطبيعها. وهناك خمسة مجالات رئيسية تتقارب فيهما المصالح القومية الأمريكية والإيرانية تقارباً واضحاً، وهي تحقيق الاستقرار في العراق وأفغانستان ولبنان ومقاومة الإرهاب وتقليص تجارة المخدرات وخصوصاً الأفيون والهيروين وتعزيز أمن الطاقة من خلال العمل على زيادة إنتاج النفط والغاز وتأمين تدفق نفط الخليج العربي بشكل مطلق. وهناك بالتأكيد مجالان مهمان تتباعد فيهما مصالح الدولتين المنشودة وهما حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجاري من زمن طويل وإمكانية تطوير قدرات أسلحة نووية إيرانية. إن مجالات المصالح المتقاربة الخمسة تنطوي على مسائل ملحة وعاجلة يمكن بل ينبغي معالجتها في محادثات خاصة ثنائية. ومن الممكن أن تكون تلك المشاركة لكل من الولايات المتحدة وإيران ذات فائدة مشتركة وليست مجرد مباراة غير ذات جدوى.ومن ضمن التحديات الكبرى أمام مصالح الولايات المتحدة القومية الحيوية هناك الإرهاب المتطرف المنادي بإحياء ضرورة وجود خلافة إسلامية وكذلك بزوغ نجم الصين العازمة على إزاحة النفوذ الأمريكي من آسيا على اعتبار أن الصين أولى وأحق بالهيمنة على آسيا. إن المواجهة مع إيران لن تقتصر فقط على منع الولايات المتحدة من مواجهة هذه التحديات بل ستعمل أيضاً على إضعافها، بينما نجد أن الحوار المشترك يبشر بكسب التعاون الإيراني في عملية إرساء الاستقرار في العراق وأفغانستان الأمر الذي يسهل بالتالي الخروج الآمن والكريم من هاتين الدولتين. وذلك من شأنه أيضاً تشجيع التعاون الإيراني في إرساء الاستقرار في لبنان الأمر الذي يعمل على تفادي تورط الولايات المتحدة المحتمل في تلك الدولة. كذلك نجد أن المشاركة بين الدولتين من شأنها مواجهة تحديات الاحتياج العالمي المتزايد للطاقة سواء من خلال تطوير احتياطيات إيران من النفط والغاز أومن خلال تشجيع استخدام مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة النووية. كذلك نجد أن مشاركة الطرفين سيفيد في تأمين التدفق المطلق للنفط عبر الخليج العربي. وأخيراً فإنه حتى لو أدى التقارب بين الدولتين إلى بزوغ إيران مسلحة نوويا فإن أمام الولايات المتحدة مجال التأثير على بزوغ إيران كقوة إقليمية مثلها مثل الصين والهند. وباختصار نجد أن مشاركة الولايات المتحدة وإيران بهدف تطبيع العلاقات وانفراج التوتر بينهما سوف يعزز مصالح الولايات المتحدة القومية الحيوية.