كيف تستيقظ الأحداث في ذات الكاتب؟ وما هي النقاط الأساسية التي تشكل الخط الدرامي لأي عمل روائي؟بل كيف يولد عمل أدبي بعينه؟تحت عنوان "بحث في تجربة الكتابة" نشرت صحيفة "العالم يوم الأحد" الألمانية قبل بضع سنوات سلسلة من المقالات موقعة باسم مستعار هو س. ر. مارتين. وكان من المقرر أن تنشر الصحيفة عشر مقالات على مدى عشرة شهور.. وحين أو...
قراءة الكل
كيف تستيقظ الأحداث في ذات الكاتب؟ وما هي النقاط الأساسية التي تشكل الخط الدرامي لأي عمل روائي؟بل كيف يولد عمل أدبي بعينه؟تحت عنوان "بحث في تجربة الكتابة" نشرت صحيفة "العالم يوم الأحد" الألمانية قبل بضع سنوات سلسلة من المقالات موقعة باسم مستعار هو س. ر. مارتين. وكان من المقرر أن تنشر الصحيفة عشر مقالات على مدى عشرة شهور.. وحين أوقفت الصحيفة نشر هذه السلسلة وصلت إلى إدارة التحرير الكثير من رسائل القراء تحتج وتطالب بالمزيد من المقالات.هذا النجاح له علاقة كبيرة بالعنوان، فهو رصد لتجربة الكتابة بمجالها الناجح والمؤثر. لقد جاءت مقالات مارتين بمنزلة استقصاء لحالات الكتابة، وشيوع الإبداع في لغة تخاطب كل البشر. فأعمال مث "هذب مع الريح لمرغريت ميتشل" و"الشيخ والبحر لهمنغواي"و"مقتل بيلا لسيمنون" و"لا جديد في الجبهة الغربية لريماك" و"كوخ العم توم لستو" وإبداعات أخرى لتوماس مان وويلز وتولستوي وهرمان هسه وغيرهم من الكتاب الكبار، كانت تسلك طريقها إلى القارئ عبر قنوات تتواصل بقدرتها على التأثير وخلق حالة التفاعل الإنساني، دون أن تكون للقارئ معرفة واضحة بسلوك الكاتب خلال إنتاجه لهذا الأثر الكبير أو ذاك. كانت عملية الخلق تنحصر في دائرة الخصوصية التي ترافق عملية الكتابة. كتب كهذه تخاطب البشر، بآمالهم وأحزانهم بشوقهم وفرحهم، الحياة الإنسانية تبدأ وتنتهي غير مرتبطة بالزمن إلا بوثاق كونها عاشت مرحلتها وتركت بصماتها على رخام الزمن.