الكتاب... كلماته وحروفه... نقاطه وجوهره... حبات قرط من الحب والوفاء، من العزة والكرامة؛ أهديه إلى شعبتي الهدى والضلال؛ العدل والظلم؛ نور للحق.. ووصمة للباطل.اشترك معي في إبرازه: نورانية السماء وظلم البشر.عاونني على صدق إخراجه: فيوضات الرحمن وطغيان الاستبداد.لذا فإنني أهديه نقطة بيضاء في جبين الحق... إلى أصحاب الكلمة الشريفة من ر...
قراءة الكل
الكتاب... كلماته وحروفه... نقاطه وجوهره... حبات قرط من الحب والوفاء، من العزة والكرامة؛ أهديه إلى شعبتي الهدى والضلال؛ العدل والظلم؛ نور للحق.. ووصمة للباطل.اشترك معي في إبرازه: نورانية السماء وظلم البشر.عاونني على صدق إخراجه: فيوضات الرحمن وطغيان الاستبداد.لذا فإنني أهديه نقطة بيضاء في جبين الحق... إلى أصحاب الكلمة الشريفة من رجال القضاء والنيابة العامة، أهدى الحق إلى أصحاب الحق؛ فالحق نور للبشرية إلى يوم القيامة.. ووصمة للباطل الذى عض عليه البعض بالنواجز...إن هذا الكتاب لحظة ميلاد مليئة بالحب والحزن الرقيق هو موقف ومسئولية، موقف في مرضاة الله، ومسئولية عن الحق والجهاد: ((من جاهد بيده فهو مؤمن، ومن جاهد بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهد بقلبه فهو مؤمن: ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) صدق رسول الله .كم القضايا عظيم يُعرض على القاضي كل يوم، يتنسم فيها الوقائع بخطرات قلبه، ويرى فيها حقيقة المنطوق بطيات فؤاده، يتلمس فيها بلمسات الفراسة أين الحق، ويستشف من أوراقها أن المتهم الحقيقي ليس هو من يحاكمه بل هو خارج الأسوار، بعيدًا عن غرفة المداولة، وإن كان ينتظر الحكم عن كثب في قاعة الجلسة، يعيث في الأرض فسادا،...تطوقه الصلافة من كل جانب، تستأثر به الجريمة من كل قناة؛ إنه المتهم بجريمة الزمن والعصر، يوصف بالخيانة العظمى لله ورسوله، وتقيد جنايته بقيود في كتاب الله على مدى التاريخ: إنها جريمة الحكم بغير ما أنزل الله.والأدلة تسعف القاضي، وقانون السماء يطوق الجاني، يتعقبه ويلاحقه، يكشف النقاب ويميط اللثام عنه، الأحداث والأوراق والدعوى وكلها تؤكد الحكم بالإدانة رغم الشهود المأجورة والعقبات الكؤود.. أصابع الاتهام كلها تشير إلى المتهم الوحيد: أنه نازل شريعة الله: نسفها وطوعها وطوقها وقدم عليها وهال عليها التراب والأحقاد والتسويف...هنا وجب على القاضي إدانة الإفك والبهتان، هنا وجب عليه إدانة الجاني الحقيقي الذى رآه بقلبه ولمسه بحسه ووجده بعقله، هنا وجب عليه أن يدين الجريمة والجاني، فكلاهما خفي ظاهر، الأصابع مجهولة لكن الفاعل معلوم، والمسئول عن ذلك موثوق، إنه هو: حتى وإن كان الدولة أو النظام والقيادة.اليقين أصبح لا يخامره شك، الظن عادلا يتأصل في النفس، فقد تجسد على ساحة القضاء كلها أن وراء جميع الجرائم المعروضة: ابتعاد عن دين الله؛ ووجب لزوم حتم على القاضي أن يتكلم؛ أن يظهر نور الإسلام في الأحكام؛ أن يقول الحق، أن يضرب الإثم في نحره والباطل في مهده.وجب عليه أن يرى الحل الوحيد؛ وهذا لا يكون إلا من إسلامه ودينه، يقوله عزة في أحكامه بين الناس، ويتلوه في قراراته فخرًا له ووسامًا على صدره.وأن تحريضي له في هذا المقام مفروض، ونصيحتي إليه في هذا الصدد واجبه، وإرشادى له بالإسلام نور، وبهدى المصطفى e شعاع ومنعة والرأي عند المنتهى له هو وحسابه على الله.الكتاب الماثل: إلى الصفوة من القضاة.. الذين أحبوا جلال الله سبحانه؛ خافوه.إلى القدوة ممن وقعوا عن ذات الله: تبنوا الحق وأعملوه.وإلى هؤلاء الأجلاء والأطهار في مجلس الصلاحية والتأديب ممن قالوا كلمة الحق في قضية العصر في زمن أسود؛ قالوها بطبيعتهم عن شجاعة وعزم ودون تردد ولا ندم؛ قالوها في عهد مستبد كله ظلام وظلمات، قالوها نصرة للإسلام وكلمة الحق دحرًا للباطل وأهله.رأوني على الحق فأعانوني، وجدوني على الدرب فزادوني، تبينوا أني على الفطرة فسددونى، رأوا قدرة الإسلام في القرارات والمقالات والأحكام فحملوني ونصروني...إليهم هم:إلى من أودع الله في قلوبهم أمانة وجرأة وجسارة في إقرار الحق.إلى من أشربت قلوبهم على إعزاز كلمة الله وإعلائها ورفعها حيث هى في مكانها فوق التيجان والعروش والسلاطين.إلى من قويت شكيمتهم في الحق طاعة لله ورسوله.إلى من تترى أحكامهم وقراراتهم سامقة جلية؛ واضحة قوية لا يعوزها الدليل ولا ينقصها البيان.وإلى الكرام الأعزة في "دائرة طلبات رجال القضاء " في يوم الهدى والنور وإلى كل قاض يشرف بالحكم بما أنزل الله، أو يسبب حكمًا ينتهى فيه إلى منطوق على منهج حدود الله... حدود الله وحده.وعلى الطرف الآخر إلى من هم على شفا حفرة من النار، أهدي هذا أيضا ليكون وصمة فى نحر الباطل، فى سويداء قلب العلمانية والاستبداد والظلم، أيضا إلى من لا زالوا ينظرون إلى القانون الوضعى – الذى لا يرعى الله – نظرة احترام!!!أهديه إليهم: فأنا أخاف عليهم من عذاب الله، أهديه إليهم غضبة لله وانتصارًا لدينه، أهديه إليهم رغم أنهم يميلون ميلا عن الإسلام رغبة منهم عن الديان، أهديه إليهم وأقدر لهم العذر بأن السلطة تحتويهم ولن تحميهم، فتركتهم يلعبون بالنار خذلانا لدين الله ولن تذود عنهم...وإلى بعض القادة من تبوأوا مناصب للعدل العدل ممن لا يعرفون معنى للعدل إليهم: وقد كانوا فيما سطروه ضدي بابًا خلفيًا لمباحث أمن الدولة في مصر!!!إن تلك المؤامرة التي حاكوها، ونصوص قانون السلطة القضائية والعقوبات التى استقطبوها قد شهدت كلتيهما في صدق ووضوح أن هناك أصابع سوداء للنظام والداخلية مخضبة بالحقد والكراهية للإسلام؛ وجهتهم وأرشدتهم وبيتت بليل معهم، عن عمد وسبق إصرار.وأن ثمة أقلام مأجورة عديمة الضمير قادها العلمانيون في مصر جمدت فكر العدل عند قرار التأديب والصلاحية والتنبيه، طرحا للنور في كتابات مسلمة لا تعن جبهة صاحبها إلا الله وحده؛... جمدته فأولت أسطر طاهرة في أحكام مسلمة. جمدته ففسرت كلمات ربانية إلى ظلام دامس جعلت القصد البريء فيها جميعا في غير موضعه... فكانت الاتهامات الزائفة، وكانت الضربات المتلاحقة، وكانت الطعنات المتتالية، ثم كان التخطيط الفاشل... تمخض الجمل فولد فأرا.إن هؤلاء جميعا -أسفا -قد أحالوا ونبهوا دون أن يتريثوا عجلة منهم في غير موضع، وهرولة منهم عصيانا لله... أرادوا بهذا نيل الرضى من الوالي حتى وإن كان الإسلام قربانًا لآلهة من البشر... بل وحتى وإن كانت صلواتهم كلها باطلة أدّوها بلا وضوء... فدارت عليهم بفضل الله الدائرة، تجرّعوا كأس الانكسار حتى الثمالة سُمًا زعافًا في بطونهم إلى يوم القيامة... أخيرا: إلى الجاهلية التليدة، والاستبداد الأعمى، إلى الطواغيت الذين يحكمون بالهوى، إلى من أقاموا بما فعلوه مذبحة للإسلام على ساحة القضاء، فرد الله سهمهم إلى نحورهم مدحورين.وأقدم الكتاب ليكون شاهدا عليهم... لا لهمولست أبالي حين أقتل مسلما على أى جنب كان في الله مصرعياللهم بلغت اللهم فاشهد30 صفر 1411ه20 سبتمبر 1990مالمستشارمحمود عبد الحميد غراب (رئيس محكمة الاستئناف)