هذا كتابي بين أيديكم ، أقسم لكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أن كل ما كتب فيه من خير وصواب فليس مني ، إنما إلى الله ينسب ، ثم إلى العلماء الذين تربيت على أيديهم وتتلمذت على كتبهم ... وكل خطاء وزلل فمن نفسي ومن الشيطان أعوذ بالله منهما ... لقد كنت متعلقاً بالعسل في صغري مفضلاً إياه عن كل طعام سواه ، ولما كبرت في بيت يقرأ فيه القرآن...
قراءة الكل
هذا كتابي بين أيديكم ، أقسم لكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أن كل ما كتب فيه من خير وصواب فليس مني ، إنما إلى الله ينسب ، ثم إلى العلماء الذين تربيت على أيديهم وتتلمذت على كتبهم ... وكل خطاء وزلل فمن نفسي ومن الشيطان أعوذ بالله منهما ... لقد كنت متعلقاً بالعسل في صغري مفضلاً إياه عن كل طعام سواه ، ولما كبرت في بيت يقرأ فيه القرآن تبين لي أن هناك عسلاً يسمع بالأذن .. لا شيء يضاهي حلاوته ، وعرفت معنى أن تستغني بالقرآن عن الطعام والشراب ... إنه شهد الكلمات ، وكل الذي ستقراونه في هذا الكتاب إنما هو محاولة مني لنتذوق معاً هذا الرحيق . إن كلامنا سيدور على التذوق ، تذوق الكلمة ، والمعنى ، والحكم والترتيب ، والحروف ، تذوق كل شيء نصادفه اثناء تجوالنا في كتاب الله عز وجل ... ورضي الله عن سيدنا علي بن أبي طالب الذي يوصينا بقوله : ((أوصيكم بخمس : لا يرجونّ أحدكم إلا ربه ، لا يخافنّ إلا ذنبه ، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا أعلم ، وإذا لم يعلم الشيء يتعلمه ، واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قطع الرأس ذهب الجسد )).
