الكتاب من ترجمة الدكتور مروان طاهر الزعبي.يعاني الكثيرون منا من عدم قدرتهم على إدارة مواقف التفاعل الاجتماعي الرسمية بفعالية وكفاءة، فتجد على سبيل المثال محامياً خبيراً في احد مرافعاته قد طرح سؤالا بشكل خاطئ أدى إلى تغيير اتجاهات القضاة نحوه، وقد تجد مديراً كفؤاً قد طور فكرة عظيمة و لكنه عندما قدمها إلى رؤسائه لم تنل إعجابهم بسب...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة الدكتور مروان طاهر الزعبي.يعاني الكثيرون منا من عدم قدرتهم على إدارة مواقف التفاعل الاجتماعي الرسمية بفعالية وكفاءة، فتجد على سبيل المثال محامياً خبيراً في احد مرافعاته قد طرح سؤالا بشكل خاطئ أدى إلى تغيير اتجاهات القضاة نحوه، وقد تجد مديراً كفؤاً قد طور فكرة عظيمة و لكنه عندما قدمها إلى رؤسائه لم تنل إعجابهم بسبب إخفاقه بتقديم الفكرة بشكل صحيح مفهوم. وكم من طبيب اخطأ في تشخيص مرض احد المراجعين بسبب فشله في الاستماع إلى كل ما يقوله المريض من أعراض وأوصاف لما حدث معه في الأيام الفائتة. كما تجد أيضا بعض المديرات ممن يوصفن بالذكاء المرتفع والتميز ولكنهن يعانين من الضعف في تأكيد ذواتهن أمام هجوم الآخرين أو انتقاداتهم فتجدهن يتراجعن وينسحبن عند أول جولة! وقد يعاني بعض مندوبي المبيعات من ضعف في التفاوض الناجح بحيث يشعر أن الزبائن يحرجونه ويطلبون منه العروض والتخفيض دون أن يقدموا هم تنازلات مما يسبب عدم رضا رؤسائهم عن الاتفاقيات التي يتوصلون إليها. جميع ما سبق هي أمثلة حية على شخص يتفاعل مع الآخرين من اجل تحقيق هدف يرغبه ولكنه يفشل في تحقيقه بسبب ضعف لديه في إحدى مهارات النجاح في العمل والتي تتعلق بالقدرة على التواصل الفعال مع الآخرين وبشكل يؤدي إلى تحقيق هدف الفرد المرغوب من هذا التواصل.ومن هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب لكي يوضح مجموعة من المهارات الضرورية لنجاح أي فرد في أي عمل مهما صغرت قيمته او كبرت، فالتواصل الاجتماعي هو متطلب أساسي لكل فرد يعمل مع الآخرين في نفس المنظمة او منظمات أخرى. وكثيراً ما يؤثر تقييم الآخرين للفرد على درجة تمتعه بهذه المهارات بغض النظر عن درجة ذكائه او مستوى كفاءته في العمل، فكم من الأفراد ممن تم تعيينهم بسبب كفاءاتهم في أداء العمل ولكن تم فصلهم بسبب سلوكياتهم في التعامل او التواصل مع رؤسائهم او زملائهم او زبائنهم.هذا الكتاب هو ثمرة الأبحاث التطبيقية في علم النفس والاتصال وديناميات الجماعة، يأتي بها جميعا ليطوعها في خدمة تطوير مهارات العاملين والموظفين ليمدهم بالقدرة على تشخيص نقاط ضعفهم وتزويدهم بالنصائح العلمية التطبيقية لكي يعملوا على اكتشاف الطرق التي يمكن أن تزيد من فعاليتهم الذاتية في إدارة علاقاتهم الاجتماعية بمهارة عالية.يحتوي هذا الكتاب على اثني عشر فصلا، جاء في الفصول الثلاثة الأولى عرض لمفهوم وأهمية التواصل في بيئة العمل و كيف يمكن للإنسان أن يطورها و يزيد من قدرته على التحكم بها و إتقان تفاصيلها. وتم في الفصلين الرابع والخامس عرض لمهارتين أساسيتين، هما: الاستماع الفعال، والاستماع إلى الرسائل غير اللفظية، وكيف يمكن استخدامهما بفعالية في تطوير قدرة الفرد على طرح الأسئلة بفعالية (الفصل السادس)، وتقديم المعلومات إلى الآخرين (الفصل السابع). وتشكل هذه المهارات الأربعة (الاستماع، وقراءة لغة الجسد، وطرح الأسئلة، وتقديم المعلومات) بنى أساسية لمهارات أكثر تطوراً وتعقيداً مثل مهارات المساعدة، وتقديم العون إلى الآخرين (الفصل الثامن)، ومهارات تأكيد الذات (الفصل التاسع)، ومهارات التفاوض (الفصل العاشر). ويأتي الفصل الحادي عشر ليقدم مجموعة من النصائح حول كيفية العمل ضمن فريق والتي تحتاج من الفرد أن يتقن كل مهارات التواصل سابقة الذكر لكي يصل إلى قدرة فعالة للعمل مع الآخرين ضمن فريق، أو ما يسمى بالعمل الجماعي (Team Work). ويقدم الكتاب في فصله الثاني عشر والأخير بعض التفسيرات النظرية للأسباب النفسية التي تعيق الشخص من إدارة علاقاته الاجتماعية بفعالية و اقتدار.وبالرغم من أن هذا الكتاب مبني على نظريات إمبريقية علمية راسخة، إلا أنه لم يهدف إلى تقديم نظريات جدلية أو محاولة إثباتها، إنما هدف إلى تقديم خلاصات لهذه النظريات وكيف يمكن تطبيقها على أرض الواقع، مع إرشادات ونصائح لإعطاء أفضل تطبيق. وما يميز هذا الكتاب هو احتواؤه على قدر كبير من التمرينات التطبيقية العملية التي صممت بعناية فائقة لكي تطبق بشكل فردي أو جماعي، مما يجعله الكتاب مصدراً غنياً للمدربين والمستشارين الإداريين والمنخرطين في أقسام التدريب وتطوير مهارات الموظفين.