نهى أسامة بن لادن في 11 أيلول/سبتمبر 2001 تاريخاً طويلاً من الخدمات والتحالفات المخالفة للطبيعة التي حدّدت ودّعمت أحياناً، لكن طالما قوّت المدافعين عن إسلام أصولي. ممولون من بين الأبرز في العالم، عائلة من مؤسسي المملكة العربية السعودية، صداقات أفغانية أقرب إلى الانتهازية منها إلى الاستراتيجية الذكية، أعمال سيئة في ليبيا بالتعاون...
قراءة الكل
نهى أسامة بن لادن في 11 أيلول/سبتمبر 2001 تاريخاً طويلاً من الخدمات والتحالفات المخالفة للطبيعة التي حدّدت ودّعمت أحياناً، لكن طالما قوّت المدافعين عن إسلام أصولي. ممولون من بين الأبرز في العالم، عائلة من مؤسسي المملكة العربية السعودية، صداقات أفغانية أقرب إلى الانتهازية منها إلى الاستراتيجية الذكية، أعمال سيئة في ليبيا بالتعاون مع أصدقاء بريطانيين، رجل يلاحقه مكتب التحقيقات الفيدرالي إنما لا تتعرض له وزارة الخارجية، أوقفه المسؤولون السياسيون الغربيون لكن العقيد القذافي يلاحقه دون هوادة، أصدقاء من الطالبان، لا تنفك الدبلوماسية الأميركية تصالحهم قبل أن تقصفهم. إن أسامة بن لادن خليط من كل هذا. لكن وخلافاً لما يدّعيه البعض، لمراعاة هذه الأنظمة الملكية النفطية الكريمة من المعترفين بفضلها، أسامة بن لادن لا يمثل القائد الإرهابي المتطرف، الذي أعماه تعصب تملكه خلال الحرب ضد السوفيات. ما ينبغي أن يستوقفنا في سيرة حياته، إذا ما عدنا بالزمن إلى الوراء، هو التساؤل عمّا إذا كانت هذه الاعتداءات عمل شخص مختل، فهذا الابن المتحدّر من عائلة عريقة، اكتفى باتباع مصير بلاده، وبالقتال بالأسلحة التي سلمته إياها الولايات المتحدة الأميركية، أي العمل المدمر والمخرب وحرب العصابات والدعاية التي أصبحت طرق التصرف ولا سيما طرق التفكير للدفاع عن القيم الأعلى والأثمن.ما من أحد في البلدان الغنية يمكن أن يتهرب من قراءة ناقدة لسنوات السياسة الخارجية الخمسين الماضية، لا سيما السياسة النفطية. فمعها يرتكز نمو الولايات المتحدة الأميركية الاقتصادي على تحالفات مع ديكتاتوريات نفطية ويشجع هذه الأخيرة على تعزيز المعتقدات الأكثر تخلفاً. عاجلاً أم آجلاً سيفتح في الولايات المتحدة ملف الإرهابيين وشركائهم، وربما الدول التي تستقبلهم وتدعمهم موضوعياً. لكن يبقى ملف أولئك الذين يلهمونهم ويمولونهم، فعلاً أو سهواً أو مصلحة. فهل يا ترى سينكشف هذا الملف عن حقيقة ابن لادن التي كانت في عداد المحظورات التي تحرم الولايات الكشف عنها. هو هذا ما يحاول تحليله هذا الكتاب.